الأمة المسلمة - الذرية الأمة المسلمة – آية التطهير (تسجيل 18 من 35)
بحوث الأمة المسلمة في دعاء
إبراهيم وإسماعيل (ع)
الحلقة 10 / الذرية الأمة المسلمة –
آية التطهير (تسجيل 18 من 35)
رابط يوتيوب: https://youtu.be/I9agKpxcOlk
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
الهداة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
الهداة
هذه الحلقة ملخص للأمة الذرية المسلمة من قسم الأمة المسلمة
من ذرية إبراهيم وإسماعيل آية التطهير نعتمد في كل تسجيل نص الآية ما نفهمه منها
من النص القرآني لغة كيف كانت تزكية الرسول لهم بالبيان الرسولي كما قلنا أنه دعاء
إبراهيم وإسماعيل(ع) (رَبَّنَا وَابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ) الأمة المسلمة (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) ثم (وَيُزَكِّيهِمْ) ثم ويزكيهم إلى الناس لأن هنا التزكية
جاءت بعد تعليم الكتاب، لم يحتاجوا إلى التزكية من الشرك كما في الآيات الثلاث
الأخرى التي في الأميين أو في المؤمنين أو في المسلمين، رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكيهم
بدخولهم الإسلام يزكيهم من الشرك ثم يعلمهم الكتاب والحكمة، هنا الأمة المسلمة لا
تحتاج إلى هذا، فالتزكية في آخر الدعاء هي ليزكيهم إلى الناس أي يطلقهم إلى الناس
أن هؤلاء أنا أزكيهم هم مزكّون قد زكوا من الشرك زكوا من النقص زكوا من العيب لكي
يكونوا هم الأمة الهادية، في هذه الآية ثم بعد ذلك أي اعتراض الذي اعتُرض على هذا
الفهم الذي نفهمه ثم إذا هناك أي ربط مع آيات الأمة المسلمة نعتمده في هذه الآيات
جميعها.
نص الآية
هي جزء من الآية 33 من سورة
الأحزاب (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) آية شهيرة، لغةً
"إنما" يستخدمها القرآن أحياناً للحصر الحقيقي وأحياناً للمبالغة، الحصر
مثلاً (إنما هو إله واحد)، هذه ليست مبالغة هذه فعلاً إله واحد فقط، وأحياناً
للمبالغة (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ) يقول له قل لهم أعظكم بواحدة،
والحقيقة يريد أن يعظهم بأكثر.. لكن هنا الموعظة لشدة أهميتها كأنما أنا لا أريد
إلا هذه الموعظة، هنا كذلك، إنما يريد الله، يريد فقط؟ الله تعالى يريد الكثير لكن
هنا يريد أن ينبه لأهمية هذه الإرادة، ماذا يريد؟ يريد الله ليذهب عنكم الرجس،
يذهب عنكم وليس يذهب منكم، لو قال يذهب منكم سنقول أن هناك الرجس فيهم ثم يذهبه
منهم، هنا يذهب عنكم الرجس أي أن الرجس إذا أراد أن يتعرض عليكم فهو يذهبه عنكم
أصلاً أهل البيت الذين هم في البيت ويطهركم تطهيراً، هنا التطهير لو سكت وقال
التطهير فقط لكان يمكن أن يكون التطهير بمعاني أخرى يكون بمعنى مجازي يطهركم مثلاً
من سوء القول من ذنب الناس يطهركم مثلاً من أن تقعوا في اشتباه، يطهرهم، ولكن
عندما قال يطهركم تطهيراً ، إستعمل تطهيراً فإن هذا مفعول مطلق، يؤتى به لتأكيد
الفعل، (ويتبروا ما علوا تتبيراً) يؤكد ذلك، نعم يطهركم أنتم، يطهر ذواتكم، فإذا طهر
هذه الذوات فأصبحت بريئة من العيب، والعيب بأنواعه بنوعيه الأساسيين الشرك والجهل،
ويذهب عنكم الرجس، أيما يمكن أن يأتي إليكم هو يذهب عنكم الرجس، هذا من اللغة.
تزكية الرسول (ص) لهم(ع)
الآن كيف قام النبي بتزكيتهم إلى الناس؟ ويزكيهم، الأمة الذرية المسلمة التي هي
علي وفاطمة وأولادهما الأئمة حسب الفهم الذي قدمناه. تزكية الرسول أين نفهمها؟ من
البيان الرسولي، أهل البيت جميع من في البيت، في بيت الرسول، جميع من في بيت
الإنسان أهل البيت، حتى قيل أنه الخادم والضيف عندما يكون موجوداً، فإذا رسول الله
هو الذي يبين، هل هذا جميع أهل البيت؟ لاسيما وأنها من ضمن آيات الحديث مع نساء
النبي اللواتي هنّ من ضمن أهل البيت لغةً، جاء البيان الرسولي بالقول وبالفعل،
بالقول أنه قال أن هؤلاء "اللهم هؤلاء أهل بيتي" من هم؟ جمع علي وفاطمة
والحسن والحسين تحت عباءة أو كساء خيبري في بيت أم سلمة رضوان الله عليها وقال
اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية، أرادت أم سلمة أن تدخل فجذب النبي الرداء
فقالت ألستُ من أهل البيت؟ قال إنك من أزواج النبي. إذاً انك من أهل البيت
بالمصطلح اللغوي العرفي، أما بالمصطلح الشرعي في هذه الآية أنتِ من أزواج النبي
ولستِ من أهل البيت، من أهل البيت هذا، في هذه الآية، إذاً هؤلاء الذين أذهب الله
عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً هم هؤلاء فقط، فهذا البيان الرسولي بالقول وبالفعل،
واستمر قوله وفعله(ص) في روايات ستة أشهر أو سبعة أو تسعة يقف يومياً
في وقت صلاة الفجر يخرج من بيته قبل أن يذهب إلى المسجد يدخل المنبر وهو ملاصق
إليه يقف في باب علي وفاطمة وهو ملاصق لبيته فيقول بصوت مسموع الصلاة يا أهل البيت
ثم يقرأ الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) بيان مستفيض من أجل أن يسمعه الجميع كل يوم
فلا يبقى في ذلك ريب لمرتاب أو شبهة لمشتبه أو تكلف لمتكلف، أو كذب لمن يريد أن
يكذب، مع ذلك هذا البيت تعرض إلى ما تعرض إليه مما نعلم،
إعتراضات
فهناك من يعترض ويقول
هذه، من أهم الاعتراضات أن هذا ولعله الاعتراض الوحيد الحقيقي أن هذه الآيات هي في
سياق آيات النساء، فإذاً هي موجهة بالأصل إلى زوجات النبي، وهذا الفعل من رسول
الله إنما كان ليضم علياً وفاطمة والحسنين، أي أن الزوجات قضية مفروغ منها
وبالتالي فإنه لا يجوز القول بأن هذه الآية فقط في هؤلاء. نجيب على هذا، أولاً في
الإطار العام الذي سيكون هو الإطار الذي سنذكر به في جميع هذه الآيات، كما ذكرنا
في منهج البحوث هذه وهي البيان الرسولي، رسول الله، الله تعالى قال (وأنزلنا إليك
الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم) هو الذي يعلم وليس غيره فلان قال والمفسر
الفلاني قال والمحدث الفلاني قال، حتى صحابي فلاني قال، ما قاله الرسول هو الذي
يعتمد، (فلا وربك لا يؤمنون) لا يؤمنون (حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا
في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً) يحكموك هنا فيما شجر بينهم، إذاً نحن
نقول كذا وهم يقولون قولاً آخر، كيف نصنع؟ نذهب إلى رسول الله، ذهبنا إلى رسول
الله، عندما يحكم الرسول يجب أن نسلّم تسليماً في الخارج، نقول سمعنا وأطعنا، لا
نبقى على العناد والمجادلة، المهم في داخل نفوسنا، لا يجدوا حرجاً مما قضيت، في
داخلنا نحن نقبل ذلك، ولا نعاند وإلا هناك خلل في الإيمان (فلا وربك لا يؤمنون).
البيان الرسولي كما هو واضح كما ذكرت، ولو كان أن نساء النبي داخلات لما جذب
الرداء عندما أرادت أم سلمة أن تدخل في داخل الكساء بل إنه من توفيق الله من عمل
الله تعالى أو من ذكاء رسول الله أن جمعهم تحت الكساء وقرأ الآية في بيت أم سلمة،
في بيت إحدى زوجاته واختار الزوجة التي ستبقى على العهد مع رسول الله حتى وفاتها،
أن خضعت وبخعت وأطاعت ولم تبدل تبديلاً رضوان الله تعالى عليها.
الأمر الثاني الذي يجاب به عليه أنه، ما
نفهمه هنا يذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيراً لا يمكن أن يصدر من عندهم الخطأ أو
الشرك الذي يصل إلى أن بعموم الزوجات يقول رسول عن الله تعالى (عسى إن طلقكن أن
يبدله أزواجاً خيراً منكن) في الأمة الإسلامية في المجتمع يوجد خير منهن مؤمنات
عابدات قانتات، والأهم ن هذا سورة التحريم، سورة التحريم تهدد اثنتين من زوجات النبي
وهن عائشة وحفصة تهددهما تهديداً عظيماً، أولاً تؤكد أنهما قد زاغتا عن الحق، يقول
لهما (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) أي مالت وانحرفت، إذا صغت القلوب مالت
وانحرفت؟ أي تطهير هذا إذاً؟ المطهر تطهيراً لا يمكن أن يميل قلبه يميناً أو
شمالاً، بل يبقى على الصراط المستقيم، ثم يقول وإن تظاهرا عليه إذا بقيتما تتآمران
على رسول الله، ما يعني أن الاحتمال قائم فيحضر لهما جيش لم يهدد به أحد، وإن
تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه، الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك
ظهير، ملايين الملائكة، كلهم، هذا ما يحتاج لامرأين لولا أن القضية قضية مهمة جداً
والمجال لا يسع لذلك وليس هذا هو الموضوع ولك نقول أن هذه الإرادة الإلهية في
إذهاب الرجل في التطهير لا يمكن أن تكون شاملة لزوجات النبي، دع عنك ناهيك عن الذي
يقول أنها في الأزواج خاصة.
هذه الآية وآيات الأمة المسلمة
أخيرا نربط هذه مع آيات الأمة المسلمة،
ماذا؟ الأمة المسلمة كما قلنا هي الأمة المسلّمة تسليماً كاملاً، التي دعا إبراهيم
وإسماعيل(ع) على عظمتهما وبعد جميع المراحل لاسيما التي مر بها إبراهيم
شيخ الأنبياء دعا إجعلنا مسلمَين لك، إلى هذه الدرجة من الإسلام، هذه الدرجة من
الإسلام التي هي القمة في التسليم لله هذه يناسبها أنه لا شائبة من الرجس طهارة
كاملة من الشرك وطهارة كاملة من الجهل، فبالتالي يكونون هؤلاء يمثلون الأمة
المسلمة في هذه المواصفات والأمة المسلمة في موقعيتها التي زكاها رسول الله(ص)
بعد أن علمها زكاها إلى الناس كأعلام هداية.
والحمد لله رب العالمين