الخطر المحدق
بقبر النبي (ص) وقبته
في ذكرى هدم
قباب البقيع سنة 1926م
***
يوم 8 شوال ذكرى
جريمة الدولة الوهابية الثالثة الحالية في مقبرة بقيع الغرقد في المدينة المنورة
الطيبة سنة 1344هـ/1926م.
(علماً أن الهدم كان الثاني بعد الهدم الأول في دولتهم
الأولى التي أسسها إماما الضلال والظلم محمد بن عبد الوهاب وابن سعود، وذلك سنة 1220هـ/1805م).
***
رمزية البقيع
إن الهدم
الوهابي-السعودي لآثار الإسلام شمل كل شيء
تقريباً، في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولكن رمزية البقيع هي أنه جمع:
-
قبر الزهراء (ع)
-
قبور أئمة الهدى من آل محمد (ص)
-
قبور أرحام النبي (ص) ومنهم ابنه
إبراهيم (ع) وعمه حمزة (ع)
-
قبور أمهات المؤمنين (رض)
-
قبور الصحابة (رض)
وهكذا فقد
جمعت الآثار الدالة على العصر الأول، والتي هي محل احترام وتعظيم جميع المسلمين.
***
اشتداد "انكشاف" انحراف
الوهابية
إننا نعيش أيام انكشاف الانحراف الشديد
للوهابية، في أفكارها وطريقة تفكيرها وتطبيق ذلك على الواقع.
نعم، لا يزالون مصرين
على تجاهل العلم القطعي في الفلك وغيره،
ولا يزالون يكبرون
الأمور الثانوية ويصغرون الأمور المهمة،
ولا يزالون في شدة
طاعتهم لحكام آل سعود وأمرائهم وولاتهم وصغار المنتسبين إليهم،
لا يهمهم في ذلك معصية
الله تعالى،
في ذات الوقت الذين هم
أشد الناس ادعاء بالمنافحة عن التوحيد،
فهم في الشرك غاصوا إلى
آذانهم ((ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) ...
بل ربما يشعرون.
إلا أن الجرائم المروعة
التي يرتكبها المجرمون الحاملون للواء وهابيتهم، وهم الآن تنظيم "داعش"،
كشفت شدة انحراف هذا المذهب الذي يشبه إلى درجة كبيرة ما كان ولم يزل عليه إبليس:
فإنه لم يسجد لآدم (ع)،
ما يبدو أنه رفض للشرك،
ولكن ذلك لم يكن إلا
استكباراً عليه،
فصار في حالة رفض ظاهري
لفعل شركي ولكنها حالة شرك كامل!
وبعد، فإن الاستكبار صفة
الوهابية، فهم أبد الدهر يستهزؤون بباقي المسلمين ويصفونهم بالجهل بالدين، لا
يردعهم رادع من تقوى على التهجم على المسلمين بأبشع الألفاظ.
وهكذا، فلا أجد جماعة
تحمل لواء إبليس كما هؤلاء.
***
أيام التلبيس على أهل
السنة تقترب من نهايتها
بعد فشلهم في دولتهم
المجرمة الأولى أيام المؤسسين ابن عبد الوهاب وابن سعود، وذلك لأنهم كانوا صريحين
في تكفير المسلمين جميعاً ومنهم أهل السنة، ثم فشل دولتهم الثانية،
فإنهم نجحوا في دولتهم
الثالثة الحالية في التلبيس على أهل السنة من المسلمين أنهم من أهل السنة والجماعة وحاملو
لوائها، فنجحوا في
التغلغل فيهم، وصولاً إلى قيادة قطاعات واسعة من العلماء
والنفوذ في المؤسسات الكبرى كالأزهر الشريف.
ولا نغفل العوامل المساعدة،
بالذات الأموال الهائلة التي صارت تحت أيديهم بعد اكتشاف النفط في الجزيرة العربية
ثم ارتفاع أسعاره بعد حرب تشرين/أكتوبر 1973، وغياب السد المصري الناصري الذي كان
واقفاً في وجوههم فاضحاً لهم محارباً لهم.
***
ولكن استقطاب الجهلة
مستمر
إلا أنهم لا يزالون يستقطبون مرضى النفوس من العالم في
حركاتهم العميلة كداعش، التي جمعت – حسب رأيي – العمالة
من أطرافها، الوهابية والصهيونية،
لا يخدعنك عملية هنا أو
عملية هناك في السعودية، فإن هناك صراعات داخلية بين الطبقات المختلفة في درجة
انحرافها في الوهابية، ولكنهم كلهم سواء في الانحراف المشترك والعداء للمسلمين،
وكلهم قد يمموا وجوههم تجاه الكعبة الإسرائيلية – وصار اللعب علنياً.
ولكن، ومع الأسف، لشدة
الجهل في المسلمين، لا سيما غير العرب، فإنهم لا يزالون يستقطبون الكثيرين من شتى
أنحاء العالم، فتجد الفرنسي والصيني والبلجيكي والأمريكي مع التونسي والليبي
والسعودي والفلسطيني – ويا للأسف الشديد – في العراق وسورية يمارسون تفريغ عقدهم
النفسية وأحقادهم على البشرية وبشكل غير مسبوق.
***
من نتائج هذا
الاشتداد: الخطر المحدق بقبة النبي (ص)
صار هؤلاء لا يتوقفون
عند حدود من الجرائم التي تتنوع في شراستها وإهمالها التام للإنسان والدين،
ومن هذا ما لم يزالوا
يدعون إليه، بعد أن مارسوه في دولتهم الأولى والثانية، وهو:
هدم القباب والمساجد
التي تقام فوق قبور الأنبياء والأولياء (ع) والصالحين عموماً.
فإذا ما تمكنوا من
السيطرة على مقاليد الأمور في الحجاز، في عملية تسلط على الحكم ضد آل سعود أنفسهم،
أو من خلال تغلغل في الأمن، فإنهم من الممكن أن يقترفوا الجريمة التي لم يزالوا
متأسفين على عدم اقترافها قبل 90 سنة، ألا وهي:
هدم المسجد النبوي
والقبة الخضراء فوق القبر المشرف لسيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله).
***
القضية عقائدية عند
هؤلاء المجرمين
نعم، إن الوهابية تعتبر
القبة الخضراء صنماً من الأصنام، وأنها تعتبره مخالفة واضحة للدين.
ولقد كانوا على وشك
هدمها بعد أن هدموا البقيع ولكن ثورة المسلمين عليهم، لا سيما من مصر وإيران
والهند، أدى إلى خشية عبد العزيز آل سعود من توقف الحج تماماً وكان الحجاز بأشد
الحاجة إليه حيث كان الحجاز فقيراً قبل عصر النفط، فمنع الوهابية من الهدم.
ثم توقف الخطر على أرض
الواقع بعد أن قضى عبد العزيز على جيش الإخوان الوهابيين في معركة السبلة سنة
1929م.
ولكن القضية عندهم لا
تموت لأنها عقائدية. وهذه أقوال كبار علمائهم كما نقلها الشيخ الشريف عداب الحمش
(أحد كبار علماء الحديث ومن درس عندهم قبل عقود).
قال في معرض رده على من
يتهم الشيعة بهدم القبور (!):
"الحركات
السلفية هي الحركات التي تستحل دماء المخالفين من أهل السنة.
الحركات الشيعية، والميليشيات الطائفية
تحب القبور وتتبارك بالقباب، ولم نسمع من عالم او جاهل رافضي يفتي بجواز هدم قبة
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
لكننا سمعنا الشيخ اﻷلباني يقول: أما آن لدولة
التوحيد أن تخرج هذا الوثن من مسجد المدينة؟
وسمعنا الشيخ ابن عثيمين يقول: عسى الله يهيئ الظرف المناسب لهدم القبة الخضراء.
وسمعنا الشيخ ابن باز يقول: آل سعود أبقوا على القبة الخضراء مخافة الفتنة.
فالقوم هم الذين يحملون في قلوبهم هم
نبش القبور وهدم القباب، وليس الرافضة."
(إنتهى كلامه)
وعليه،
فإن أولئك العلماء الوهابية يعتبرون أنه من الشرك
عدم إزالة القبة الخضراء، لأنها وثن!
وأن السلطات السعودية ما أبقتها إلا "مخافة
الفتنة".
قبحهم الله، وقطع ألسنتهم، وأنزل عليهم العذاب في
الدنيا والآخرة.
ومن يعتقد أن في هذا مبالغة، فإننا نذكره بما
فعلوه بالأمس القريب من تفجير قبور الأنبياء (ع) في الموصل في العراق.
***
الوقت يضيق لحسم الأمر
لم نزل نقول أن الوقت يضيق على كل مسلم كي يحسم أمره:
هل هو مع هؤلاء المنحرفين وقد انكشف تحالفهم مع الصهيونية
ودولته الغاصبة أم مع المسلمين الذين لا يبيعون ثوابتهم الدينية والوطنية والقومية
والإنسانية؟
والله إن الحق تبارك وتعالى يقيم هذه الأيام الحجة القاطعة على
كل مسلم في هذا الذي يجري من جرائم مروعة بحق المسلمين وغير المسلمين الآمنين
الأبرياء، ومن نفس الجهات العقائدية التي تقف بكل صلف مع الصهاينة ضد المسلمين
الذين يخالفونهم فكرياً، بالخصوص الشيعة والمتصوفة.
الصفوف تتميز،
فماذا أنتم فاعلون؟