ضابطة مهمة لمعرفة
المنافق
((يا علي: لا يحبك إلا مؤمن،
ولا يبغضك إلا منافق)).
روى الإمام أحمد في
فضائل الصحابة بسنده عن أم سلمة (رض) قالت:
"سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: ((لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)).
وروى عن الإمام علي (ع)
نفسه:
((عهد إلي النبي صلى
الله عليه وسلم: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)).*
***
نستخدم هذه الضابطة
بشكل عملي (القضية ليست إنشائيات وأدبيات):
الخطوة الأولى / نفرز
موقف كل شخص من علي (ع) – هل هو
(أ) موقف محب (ب) موقف
مبغض (ت) موقف محايد (ث) موقف مجهول
الخطوة الثانية / نتخذ
الموقف التالي منهم كالآتي:
(أ) المحب – نحبه
ونجله ونترضى عنه
(ب) المبغض – نبغضه
ولا نتوقف لحظة عن وصفه بالنفاق، وإلا كذبنا النبي (ص) والعياذ بالله
(ت) المحايد – نتبين
هل أنه كان محايداً لأنه كان جاهلاً حقاً أم أنه كان غير جاهل؟ فإن كان جاهلاً
حقاً فإن هذا أقل من أن يعتنى به إذ أن من يجهل أن علياً (ع) على الحق دائماً ليس
إلا شخصاً لا يساوي قلامة ظفر (وهو "طايح حظ" حسبما يقول العراقيون لأن
حظه سقط)؛ أما إن كان غير جاهل، فما حياده إلا مؤشراً على بغض أو شبه بغض لعلي (ع)
أو أن في قلبه مرض، فهذا الآخر ساقط من الاعتبار أيضاً
(ث) مجهول الموقف –
نتوقف فيه نحن أيضاً.
دون هذا يعني خلط
الطالح والصالح، الظالم والمظلوم، المؤمن والمنافق والذي في قلبه مرض، في سلة
واحدة، وهو ما لا يقوم به العقلاء، كما لا يقوم به من يحب الصحابة حقاً لأنه لا
يجتمع حب المؤمنين وحب المنافقين في قلب واحد.
***
الصحابة (رض) اتبعوا
هذا المنهج
أوردنا بعض مواقف
الصحابة (رض) من صحابة آخرين وقفوا موقف العداء أو المناوءة لعلي (ع)، فكان أبو ذر
وعمار وحذيفة وأبي بن كعب والمقداد وسلمان والسيدة أم سلمة وخالد بن سعيد بن العاص
وغيرهم الكثير ممن عادوا أعداء علي (ع) – سلماً وحرباً – على ما عرفناه جزماً من
التاريخ الصحيح.
أخرج الحاكم في
المستدرك (وقال صحيح على شرط مسلم) قول أبي ذر (رض):
"ما كنا نعرف
المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي
طالب".
وأخرج أحمد في المسند
عن أبي سعيد الخدري قال:
"إنما كنا نعرف
منافقي الأنصار ببغضهم علياً".
وأخرج الهيثمي في
المجمع عن جابر بن عبد الله قال:
"والله ما كنا
نعرف منافقينا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا ببغضهم علياً".
وروى شبيهاً له
الطبراني:
"ما كنا نعرف
منافقينا معشر الأنصار إلا ..."
ألا هل بلغت؟ اللهم
فاشهد.
* طبعاً سيكون من
المضحكات ما نتوقعه من "العلماء" عندما يتوجه إليهم أتباعهم بالسؤال عن
هذه الضابطة، لأنها تضع مناوئي علي (ع) وأعدائه (ع) في وضع يصعب الدفاع عنه:
أول شيء / الطعن في
الأسانيد – لا يستطيعون ردها تماماً، فيقولون "غريب" أو "إسناد
ضعيف" أو "إسناد فيه فلان وقد قالوا فيه" – وهكذا في لعبتهم
المفضلة لعبة الأسانيد.
أو / يقلّصون دائرة عمل
هذه الضابطة المحمدية، فيقولون أنها لا تعني أن كل من أبغض علياً (ع) يصبح
منافقاً! هذه شلون؟ فقط الراسخون في العلم هؤلاء يعلمونها!!!!
أو / يفزعون إلى موضع
المشكلة عندهم – فيقولون: ليس كل من يحب علياً (ع) مؤمن، فإنه إن أحب علياً (ع)
وأبغض أبا بكر مثلاً فإنه ليس مؤمناً! يعني تلاعب – النبي (ص) وضع الضابطة في حب
علي (ع) وبغضه، فمن أين جئتم بأبي بكر وغيره أيها الكذابون النواصب؟
طالعوا واضحكوا...
***
ردود على شخص طرح عدة
نقاط
أخي فلان / عدة نقاط:
1- السب، لا نحتاج إلى
الإعادة فيه، ما عدا نقطة...
2- تعتقد أن سب معاوية
من الغيبة وبالتالي هي حسنات له، وهذا من أعجب العجب، إذ أن الغيبة تكون للمؤمنين،
أما الفاسقين وكبار المجرمين نفضح ما فعلوا لا سيما وهو مما أثر على العالم بأسره فهذا
من الواجبات الشرعية من أجل منع الناس من الانخداع بنهجهم الباطل - وما كلامك أخي
يحيى إلا شاهداً عليه.
3- إن الجهر بالسوء على
من ظلم جائز شرعاً، ومعاوية هذا ظلمنا جميعاً دون أدنى شك، وظلمك أنت أخي يحيى بكل
تأكيد من خلال ما فعله من تحريف، فلنا أن نجهر بالسوء ضده، وهو جهر لفضحه من أجل
((تستبين سبيل المجرمين)) كما هو منهاج القرآن.
4- مما أدخل الناس فيه
- ومنهم أنت أخي يحيى - هذه الأحاديث الكاذبة، ومنها حديث "خير القرون"،
فإن الباحث فيه يجد فيه العظائم التي ارتكبت، حتى أن ثلاثة من خلفاء النبي (ص)
قتلوا وقتل سبطاه (ع) وقتل أصحابه بعضهم بعضاً على الدنيا حتى أنه استشهد مع علي
(ع) في صفين وحدها 80 بدرياً لم يبق بعدهم بدري واحد وأكثر من 700 رضواني حتى لم
يبق بعدهم إلا أقل من 20 حسب المتتبعين، وتم تحريق أحاديثه التي هي المبينة للقرآن
بخدعة من الأولين (طلبوا من الناس أن يأتوهم بها، فلم فعلوا حرقوها)، بل بدأ القرن
بوفاة النبي (ص) وفي أذنيه قولهم "إنه ليهجر" يمنعونه من كتابة
"كتاب الأمن من الضلالة"، فتيسر الأمر من بعدها لمعاوية ليفعل بالدين ما
يشاء، فكيف لا نفضحه - إن هذا لشيء عجيب.
5- تعود فتكرر فرية أن
الشيعة يطعنون في عرض النبي (ص)، مع أن الشيعة بعلمائهم جميعاً يعلنون ليل نهار أن
فراش الأنبياء (ع) مبرء من الفاحشة، فكيف بسيد الأنبياء (ص). ثم قل لي: من هم
الذين رموا السيدة عائشة في حديث الإفك - الشيعة أم الصحابة؟! إتقوا الله يا أخي
ويكفي هذا الافتراء على شيعة علي (ع) الذين تحملوا ما تحملوا خضوعاً لأمر الله
تعالى في مودة وموالاة آل محمد (ص).
6- أما أن أجدادنا
تركوا الحسين (ع)، فهذه فرية أخرى، إذ أن أجداد غيرنا الذين قتلوه - في خليفتهم،
وأبيه الذي جعلها من خلاله ملكاً عضوضاً (وأنت تبذل الجهد الآن دفاعاً عنه)،
وعماله على البلاد ومنهم على الكوفة، وجيش الشام الذي لا يذكر بسوء منكم إذ أن
ولعكم في سب العراق والعراقيين، ناهيك عن الجهل بأحوال الكوفة التي ما كانت كلها
شيعة، بل لعل الشيعة كانوا الأقلية، وحتى هؤلاء زج عبيد الله بن زياد بهم السجون.
ثم من قال لك أن الشيعة يقيمون العزاء على الحسين (ع) تكفيراً عن الذنب؟ يا أخي
عيب أن تخدع هكذا.
7- الخاتمة في ذات
العقدة - تترضى عن جميع الصحابة وتسكت عما شجر بينهم وأن هذه هي الأخلاق الحميدة
وأخلاقنا نحن الفاسدة، مع أن هذا يعني مساواة الصالحين والمنافقين والذين في
قلوبهم مرض والذين في قلوبهم زيغ والذين كفروا بعد الإيمان - فهذه كلها أقسام
الصحابة على ما نص عليه القرآن الذي تقرؤه ولكن بإهمال ما لا يعجبك فيما يبدو -،
كما أن القرآن الذي حمل على الكثير من الصحابة - في براءة وفي غيرها، بل يكفيك آخر
آية سورة الجمعة وكيف أنهم زهدوا في مواعظ النبي (ص) فتركوه على المنبر يخطب
ليخرجوا إلى اللهو والتجارة، ما ينبئك عن حال إيمانهم، حتى لم يبق معه سوى 12
رجلاً على ما نص عليه البخاري الذي تعتقد بصحته تماماً....
وإذا كان الإناء عندنا
ينضح بأخلاق فاسدة لأننا نفضح ذلك المجرم الكبير وأشباهه، فإنه إناء القرآن هكذا
كان ينضح بفضح المجرمين والظالمين والمنافقين - فالحمد لله على أننا ننضح بما ينضح
به القرآن، لنترك المزايدة علينا - بما يكذبه الواقع - لغيرنا.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الأطهار.