من دردشات "الغدير"
تعليق
ذو 3 مطالب
من الأخ الفاضل
"إبراهيم الحمش"، ثم ردي عليه
ضمن منشورات
"الغدير" كانت هناك تعليقات كثيرة، بعضها مكررة وبعضها تجادل من أجل
الجدل فيما يبدو، وبعضها تكرر نفس التهم
التعليق التالي يثير
أسئلة مهمة حقاً، ولكن آخره يكرر نفس التساؤل-التهمة بشأن إثارة المواضيع
التاريخية، وهو ما يحتاج إلى وقفة، في منشورات قادمة، من أجل التوضيح أكثر مما قمت
بتوضيحه مرات ومرات ومرات...
***
السيد غسان الموقر تحية
طيبة
غالبا ما يغفل الباحثون الاسلاميون الابعاد الاجتماعية والعامل البشري، فقد تعلمنا
بأن العامل البشري له كبير الاثر في تغيير المعطيات والمسلمات، لذا تسن القوانين
وتعدل في المانيا حسب الحاجة البشرية في كل زمان ومكان، اتكلم عن قوانين العقوبات
والقوانين الجزائية والاحوال الشخصية الخ
وقد اعتنى المسلمون في هذه الجوانب وادى التنوع الى بروز المدارس الفقهية والمذاهب
وتنوعت مصادر التشريع التي استنبطت من اصول ثابتة.
لكن الملفت للنظر اننا لا نلتفت الى كوننا نقحم الاحداث التاريخية والنزاعات
السياسية الحاصلة بين ابناء الرعيل الاول من الصحابة في مسيرة حياتنا اليومية،
ونتناسى بأن الامر لن يغني او يسمن من جوع.
فلو افترضنا ان عليا عليه السلام كان اول الخلفاء، وحمل المشعل بعده ابناؤه، فمن
يضمن انعدام حالة الشقاق في البيت الهاشمي؟
اولم يحصل ذلك بين بني العباس واهل البيت فذبحوهم وعذبوهم وهم اصحاب قضية واحدة في
الاساس؟؟
الم يحصل الشقاق بين بني امية وبني هاشم وهم ابناء عمومة؟
هل نسينا حروب الدولة الاموية القرشية مع بيوتات قريش حتى انهارت على يد الهاشميين
العباسيين بدعوى الثارات لآل محمد؟
هل نسينا انقسام الفرق الامامية الى اربع فرق؟ زيدية جعفرية اسماعيلية
واباضية؟
والثلاثة الاولى هي عبارة عن انشقاقات في الاتباع نظرا لتولي كل جماعة
اماما؟؟؟
ان عملية الضمان الغيبي للاحداث غير واقعية، العامل البشري هو الاساس وهو المقياس،
لذا وضعت القوانين، حقوق وواجبات وعقوبات، سواء كانت القوانين الهية ام وضعية.
هذا اللطم والتباكي واللعن لمن سلبوا الخلافة لن يحيي عظاما وهي رميم، ولن يقدم او
يؤخر من واقعنا المخزي شيئا، وان ما يقدم ويؤخر في الحقيقة هو الدستور وآليات
تداول السلطة والتخطيط بعيد المدى.
***
أجبته كالتالي /
أثرت عدة قضايا، كلها
مهمة وستبقى مهمة:
الأولى / لو أن علياً
وأولاده (ع) تولوا الخلافة بعد النبي (ص)، نعتقد أنهم كانوا (1) سينشرون الإسلام
كما نزل على رسول الله (ص) دون زيادة أو نقيصة (2) كانوا سينجزون
"ترسيخ" هذا الإسلام بحيث سيصبح من الصعب جداً التحريف والتغيير، فإن
عملية التغيير الحضاري تحتاج إلى زمان وكانت مدة حياتهم (ع) كافية لعمل هذا
وترسيخه
الثانية / هل كان يمكن
أن يحصل انشقاق فيهم - مستحيل لأنهم مطهرون، والمطهرون لا يمكن أن يتشاجروا على
الدنيا، فإن توقف الشجار على الدنيا لا يحصل شجار، كما قيل أنه لو اجتمع الأنبياء
(ع) جميعاً فإنهم لن يختلفوا مطلقاً؛ أما إذا قصدت غيرهم ممن سيخلفهم (ع) بعد قرون
فهذا أجبت عليها في الأولى: أن ترسخ الدين الحق كما أنزل كفيل بمنع هذا (نحن نقول
أن الدول الغربية صارت من الصعب التجاوز على دساتيرها وقوانينها لأنها ترسخت،
فلماذا لا يكون هذا في دين الله تعالى الذي يحيطه الله بعنايته؟)
الثالثة / لماذا نثير
هذه المواضيع وأنها لا تؤثر على ما نحن فيه؛ لا أوافقك في هذا، فإن ما نحن فيه من
ذاك - نقول في العراق "هذا المطر من ذاك الغيم"، بل أنت ترى أن الذي
يجري يتم استغلال ما جرى في الماضي أبشع استغلال، فإن لم نجب عليه ببسط الحقيقة
كيف نجيب عليه؟ لماذا فشل حتى العلماء الذين يشاركون في جهود التقريب، وهي جهود ضئيلة،
في أن يتجاوزوا هم أنفسهم عقدهم الطائفية؟ على أن المنهج نفسه قرآني، لأن الله
تعالى قص علينا أخبار الأمم الماضية من أجل أن لا نقع في الذي وقعوا فيه، و
((لتستبين سبيل المجرمين)) فلا نقع فيها.
أخيراً،
تصويرك لما نقوم به أنه
"لطم وتباكي ولعن" ليس صحيحاً، بل هو تصوير ظالم فيما أرى، فلا أنا ألطم
في البحث على منهاج القرآن، ولا أتباكى، بل أبكي على حال الأمة التي لم تزل جاهلة
بطريق نجاتها ونجاة الدنيا بأسرها (ما يستحق البكاء دماً)، ولم ألعن أحداً (وإن
كان اللعن طاعة إذا كان على من يستحق، فقد لعن الله من يستحقون).
تحياتي وشكري على
التعليق المهم في مطالبه جميعاً.
****
كلمات دردشة مع بعض
"الإخوان"
من ضمن منشورات الغدير، تعليقات،
دعوني أدردش فيها بمنشورات للفائدة العامة، فإن "الغدير" موضوع عام لا
يجوز سجنه، وإلا نكون قد ساعدنا أئمة الكتمان في ذلك، وعندها كيف نواجه النبي (ص)
الذي أمرنا ((فليبلغ الشاهد الغائب)) بوجوه بيضاء؟
1- يقول "الأخ"
أن "علياً (ع) لم يكن يصلح للإدارة، ولذلك فإن النبي (ص) معرفة منه بذلك لم
يعينه"
ويكملها
آخر أن أبا بكر وعمر كانا يعرفان فنون الإدارة التي يجهلها علي (ع)
(أكملها
ثالث – ليس من هؤلاء "الإخوان" – أن الشيخين وعثمان بنوا الدولة
الإسلامية وعلي (ع) ضيعها! فأجبناه أن علياً (ع) حاول فعلاً تضييع دولة القسر وقطع
الرأس والتعسف والجهل بأحكام الدين ولكنه لم ينجح لأن أكثرية الناس كانوا جهلة مثل
هذا القائل الجاهل.)
نقول لهذين الأخوين:
إن الرمز الثاني عندكم هو "سيد
قطب" رحمه الله تعالى (الذي ظُلِمَ كثيراً ولا يزال، من أنصاره وأعدائه على
حد سواء)، هذا الرمز الكبير يقول ما يلي بخصوص علي (ع):
قال سيد قطب في
كتابه: [كتب وشخصيات] ص [242 – 243]:
"إن
معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه
بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو
مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش
والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.
فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.
على أن غلبة
معاوية على علي، كانت لأسباب أكبر من الرجلين: كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على
عصر، واتجاه على اتجاه. كان مد الروح الإسلامي العالي قد أخذ ينحسر. وارتد
الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي في القمة لا
يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار. من هنا كانت هزيمته، وهي هزيمة
أشرف من كل انتصار.
وهنا نصل إلى
الملاحظة الرابعة. إذ نرى المؤلف يهش لروح النفعية في السياسة، ويشيد بأصحابها،
ولا يعترف بغير النجاح العملي، ولو على أشلاء المثل العليا والأخلاق".
ثم واصل كلامه
إلى أن قال:
"لقد كان
انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس. ولو
قد قدر لعلي أن ينتصر لكان انتصاره فوزاً لروح الإسلام الحقيقية: الروح الخلقية
العادلة المترفعة التي لاتستخدم الأسلحة القذرة في النضال. ولكن انهزام هذه الروح
ولما يمض عليها نصف قرن كامل، وقد قضى عليها فلم تقم لها قائمة بعد – إلا سنوات
على يد عمر بن عبد العزيز – ثم انطفأ ذلك السراج، وبقيت الشكليات الظاهرية من روح
الإسلام الحقيقية.
لقد تكون رقعة
الإسلام قد امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعده. ولكن روح الإسلام قد تقلصت، وهزمت،
بل انطفأت.
فأن يهش إنسان
لهزيمة الروح الإسلامية الحقيقية في مهدها، وانطفاء شعلتها بقيام ذلك الملك
العضوض… فتلك غلطة نفسية وخلقية لا شك فيها.
على أننا لسنا في
حاجة يوماً من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية. فهي جزء من طبائع الناس عامة.
إنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة علي، فهي التي تحتاج إلى ارتفاع نفسي يجهد
الكثيرين أن ينالوه.
وإذا احتاج جيل
لأن يدعى إلى خطة معاوية، فلن يكون هذا الجيل الحاضر على وجه العموم. فروح
"مكيافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون، هي التي تسيطر
على أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها! لأنها روح
"النفعية" التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات!.
وبعد فلست شيعياً
لأقرر هذا الذي أقول. إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي والخلقي، ولن
يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن
"الوصولية" الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو. إنما ذلك
انتصار للترفع والنظافة والاستقامة".
إذاً تمسك علي (ع) بالتقوى والدين
والترفع والاستقامة والخلق السامي هو السبب وراء عدم النجاح "الدنيوي"
لمن تجلوهم من الصحابة – أليس كذلك؟
2- قال أحد
"الإخوان" أن "عمر أنهى فتنة الأنصار في السقيفة، فكانت السقيفة
وبيعة أبي بكر فيها شيئاً رائعاً أنقذ الإسلام"
كان
يرد على رأيي أن السقيفة هي أساس الفتن وأساس ما جرى ولا يزال يجري على الأمة، بل
العالم أجمع، من مصائب وكوارث (وإن كانت تباشيرها يوم الخميس الذي سبقها بأيام
قلائل – رزية الخميس)
أيده
الأخ الآخر طبعاً.
أحب أن
أسأله:
فلماذا
لا تقبلون القول أن "عبد الفتاح السيسي" أنهى فتنة مصر وقد صارت بين جزء
مع الإخوان وجزء "أكبر بكل تأكيد" ضدهم؟!
3- ظل هذان الأخوان، كما هو
حال غيرهما، من بعض من علق، أو ممن يقرأ ولا يعلق، أو من خارج قراء الصفحة، وهم
بالملايين فيما يبدو (حيث قد رسخوا عندهم أن التفكير والسؤال والبحث لا يجوز في
ذلك الزمن "الجميل عندهم")، يقولان:
إلى
متى البقاء، والبكاء (مع اللطم كما أضاف الأخ إبراهيم الحمش)، على الغدير؟ نعم،
الغدير وقع لا شك فيه ولكن انتهى الأمر من زمان؟
أقول:
وأنتم لم تزالوا تبكون على حكم "محمد مرسي" مع أن 3 سنوات قد مضت على إزاحته
من السلطة، مع الفوارق الهائلة بين الحالتين
4- لماذا إثارة
"الغدير"؟ يثير الفتن الخ من القول المكرر إزاء كل بحث تاريخي – طبعاً
لو كان البحث التاريخي يكرر الأكاذيب لمدحوني عليه، ولكن أمامي آخرة وحساب لن
ينفعني فيه مجاملة الناس
(كلمة
جامعة في هذا:
Remove
يا أخي زيد الفلاني . . . لا أناقش من يتهم من
ومن يقتل من وماذا حدث قبل عشر سنين و قبل أربعمائة سنة و قبل ثلاث سنين و لو شئت
لفعلت فأصبحت مثل الذين أنتقدهم . . . نحن المسلمين في محنة اليوم و قد تكالبت
علينا الأمم و استقطبت الدول الكافرة هذا الطرف أو ذاك لتساعده ضد الطرف الآخر . .
. و غسان السامرائي و صاحبه لا يسمحوا بمرور أي مناقشة دون فتح مواضيع لا تعتقد أن
الطرف الآخر عاجز عن فتح مثليها . . . ماذا يريدان من ذلك . . . الأول يدعي أنه
يتقرب إلى الله بثلب أصحاب رسول الله المقربين لو راجعت منشوراته لرأيته متفرغا
لهذه المناكفات . . . ألم يجد خطأ عند عوام الشيعة يحتاج إلى تقويم انظر منشور
أحمد الذهب ومرفقه أليس هناك ما يستحق أن يلتفت إليه و ينصح بتجنبه . . . الرجل ساكت
حتى ع ن يزيد و عبيد الله بن زياد و شمر بن ذي الجوشن و متمسك بمهاجمة أبي بكر و
عمر . ثم الام يهدف لنفترض أن كلامه صحيح هل سيصل إلى نتيجة خير بذلك . . . اليس
الأفضل أن يدعو الى النزاهة و العفة و الصدق و الرحمة و هو يرى إلى أي مستوى انحدر
المجتمع ثم هاهو يدافع عن أعداء الإسلام المعاصرين و هو يعرف أن نساء دمشق تعرضن
الى أن ينزع عنهن حجابهن في الشوارع من قبل قوات أمنية بعثية في عهد حافظ . . .
إني لأنزعج من التقاذف بالتهم . . . هل تريد أن أرد عليه كلمة بكلمة . . .
المسلمون في المانيا يتنصرون ونحن نشتم بعضنا و نطعن ببعضنا وجهات ومواقع معادية
تتلقف كل ما يقال.ر
أجابه
زيد الفلاني
"استاذ فلان و هنالك من
هو متفرغ لثلبنا ايضآ فيجب أن يصد و الا لو تركنا ذلك لاستفحل بنا الاذى و التشكيك
و القتل ، من حقنا ان ننقد من نشاء و الامقابل ايضى من حقه الدفاع على من يشاء و
للناس عقول تفكر بها و تختار من تطمئن لبضاعته و في الحياة الاخرى تكتشف الحقيقة
المطلقة ."
وقد
ذكرت إشارة للجواب عند تناولي مطالب تعليق الأخ "إبراهيم الحمش".
أسأل:
لماذا أن البحث التاريخي يثير الفتن؟
هل
"الفتنة" هي:
أ-
طرح "أهل البيت (ع)" وما يتعلق بهم؟
أم
ب- لأن الشيعة في السلطة؟
أم
ت- لأن البحث يكشف التاريخ المزيف؟
أما (أ) فهناك مناسبات أهل البيت (ع)
يأتي ذكرها لإحيائها ومن هناك ينفتح البحث،
وأما (ب) فلأن الحكم انقلبت أحواله
في العراق رأساً على عقب،
وأما (ت) فإن ما نكشفه من التاريخ
لهو – شهد الله – "في أضيق نطاق ممكن"، فإن هناك من الكوارث والجرائم
والمصائب والمؤامرات ما يضيق الوسع عن إيرادها أولاً، وما نتحاشى ذكره من أجل عدم
إثارة ما يدخل منه الأعداء ثانياً، ومن أجل أن لا نشوش على القضية الأصلية وهي
"إحياء أمر أهل البيت (ع)" مذهبهم العقدي والفقهي، فهذا الذي أدعو إليه
الناس، وإلا أي خلافة وحكم قد بقي وقد مضت 1400 سنة على ذلك؟
5- السؤال الأهم: من يتبع
علياً (ع)؟
بعد
تأسيس أن الغدير نصب علياً (ع) مرجعاً للدين بعد النبي (ص) (فليس من يقول أن كلمة
"مولى" تعني شيئاً آخر إلا وهو معاند ويعلم أنه معاند – هذا لمن يعرف
اللغة العربية ومن لا يريد الطعن بحكمة النبي (ص) في فعله وقوله يوم الغدير ولا
يطعن في أصل الرسالة التي لا يمكن أن يكون الله تعالى يلهو ويلعب بأمره لرسوله (ص)
يوم الغدير)، فإن السؤال "من يتبع علياً (ع)" يصبح من أهم الأسئلة، بل
يصبح "أبو الأسئلة وأمها"،
وبالفعل
سأله أحد هذين "الأخوين"، بعبارات مختلفة:
(أ)
الاختلافات الفقهية بين الشيعة والسنة هي المهمة وليس
حادثة الغدير نفسها
(ب)
كيف أن فقه علي (ع) يختلف عن فقه المذاهب السنية
(ت)
أن أهل السنة يتبعون علياً (ع) أكثر من الشيعة
"وبمراحل" (هاي شتحُطِّلْهَه واتطِيب؟! ولكن نسير معه في البحث)
أجبته
بالبحث وأن يتعب نفسه /
-
قراءة "الفقه على المذاهب الخمسة"
-
قراءة "الفقه" في ج2 من "العودة إلى
الأصل"
ولكن يكفي القول بتحديد أمرين:
الأول / الإطار العام – من يحدد
المرجعية: الله ورسوله (ص) أم الصحابة والتابعون والحكام وغيرهم؟
الثاني / المصاديق أو الأمثلة على
الاختلافات الفقهية – وهذا الثاني ينشعب إلى شعبتين:
الأولى
– المنهج العلوي في "العلم" الفقهي مقارنة بمنهج غيره من الخلفاء
(وأسبابه أهمها أنه (ع) عنده العلم كله فلا يخطئ لجهل + عنده العصمة المانعة للخطأ
لهوى، بينما غيره يغير ويبدل لأن ما عنده من العلم محدود + حسبما تقتضيه المصلحة
السياسية والشخصية، العكس من هذا / وهذا هو سبب تهيئة علي (ع) بالعلم + العصمة،
فهما أدوات ضرورية لوظيفته (ع) لا أن الشيعة يغلون فيه وفي أولاده (ع) كما يهرج
الكثيرون دون علم؛
وبما أن القضية، إذاً، تتعلق بما
يقوي أو يضعف أوضاعهم السياسية والشخصية، وبما أن علياً (ع) كان يقوم بواجبه ما
استطاع، فإن الاختلافات الفقهية ليست بالكثرة التي كان يمكن أن تحصل نتيجة
الانحراف عن نص يوم الغدير)
الثانية
– أمثلة على نتائج هذا الاختلاف
أهم قضية "الصلاة"، فهذه
"عبادة"، فليست "معاملة" ربما يقضي الإنسان عمره كله لا يدخل
فيها (يمكن أن يعيش الإنسان كل عمره دون أن يبيع أو يشتري أو يدخل في معاملات
مصرفية أو غيرها، ولا يدخل في معاملات شخصية من قبيل الزواج والميراث)، كما أنها
العبادة الوحيدة التي لا تترك لأي سبب أو ظرف، علاوة على كونها يومية /
يكفي فيها /
قول عمران بن حصين صحابي معروف، على
ما أخرجه "البخاري" "صلى بنا علي صلاة كدنا ننساها" أو
"ذكرتنا صلاة رسول الله" –
الجهر بالبسملة وما قاله "الفخر
الرازي" في تفسيره "الكبير"