من تطبيقات "كارثة اتباع
الهوى"
عدنان إبراهيم وآية التطهير
1 من 5
رأي صحابي نعم، رأي صحابي آخر لا!
ولا بأس بموقف الخوارج من آية التطهير!
***
لا شك في أن عدنان إبراهيم، طبيب
نمساوي فلسطيني الأصل، له شهرة طائرة نتيجة أسلوبه العقلائي ونجاحه في التخلص من
بعض الموروثات، يعتبر من المنصفين مع الآخر، لا سيما المذهب الشيعي والشيعة
عموماً، ولكني لاحظت عليه عدم إعطاء نفسه فرصة قبول الاحتمالات المعتد بها في
القضايا التي لا يستطيع الإيمان بها.
من هذا قضية ما جاء في محاضرة مصورة له
عن "آية التطهير"، أو شطر آية 33 من سورة الأحزاب:
((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))،
والتي أرسلها أحد الإخوة الأعزاء وطلب
الرد عليها.
تجدون محاضرة عدنان إبراهيم على
يوتيوب، الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=U5IAlhWRgU0&sns=em
***
سأقوم باستعراض ما جاء فيها بذكر ما
قاله "عدنان إبراهيم" أو استنتجه أو خلص إليه ثم الرد بكتابة (غسان)
قبله للتفريق بين الكلام والرد.
***
1- قال أن الشيعة اتخذوا القرآن عضين
(غسان): يعني أن الشيعة يقتطعون جزءاً من آية
أو آية من سياق آيات، فيجعلونها كالأعضاء المقطعة، ليفسروها كما يشاءون. ولكننا لو
نظرنا في تفاسير غير الشيعة لوجدنا القضية موجودة، وأسباب ذلك ليس فقط التعصب
المذهبي،
ولكن هناك أيضاً "الروايات
الحديثية" – التي يأخذ بها عدنان إبراهيم –،
وهناك أيضاً القناعة بحجية القرآن في
(1) سياق الآيات (2) الآية الواحدة (3) شطر الآية.
مثلاً، الآية الأخيرة من سورة الحمد
التي يعرفها الجميع:
((صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب
عليهم ولا الضالين))، هل أنه يتوجب أن لا نلحظ الجزء الأول إلا مع الثاني؟
ألا يحق لنا أن ندعو الله أن يهدينا
الصراط المستقيم وأن يكون صراط الذين أنعم عليهم دون أن نلتفت إلى المغضوب عليهم
أو الضالين؟
حجية القرآن عاملة حتى في أجزاء
الآيات، لا سيما الآيات الطويلة، ومنها آية التطهير.
***
2- السياق / قال أن
القرآن لم يقحم شيئاً وسط آية تتحدث عن غيره + الشيعة دلسوا على العامة باحتجاجهم
بـ "أشياء"
(غسان): بل جاء ذلك في القرآن، مثلاً قصة
بلقيس ((قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزه أهلها أذلة، وكذلك
يفعلون . وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون)) فقد جاء بالتوكيد
الإلهي ((وكذلك يفعلون)) وسط جزئَي كلامها.
أيضاً الآية المعروفة من المائدة ((حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ
وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى
النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ، الْيَوْمَ يَئِسَ
الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ
دِينًا، فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، فإن الشطر ((الْيَوْمَ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)) أجنبي عن ما قبله وما بعده،
لأنه من المستحيل أن الذين كفروا يئسوا لأن المسلمين لا يأكلون الميتة أو النطيحة!
***
3- من ذلك: استخدام "كُم" وليس "كُنّ"
/ تفنيده من القرآن
(غسان): نعم، أحد أدلة الشيعة على أن الخطاب
ليس لنساء النبي (ص) لأن الخطاب تحول من ضمير النسوة "كن" إلى جمع
المذكر السالم "كم" ليس دليلاً قوياً، وذلك لأنه من الممكن القول أن ذلك
هو بسبب دخول النبي (ص) في الخطاب، فكان الخطاب إلى نساء النبي (ص) ثم لما دخل
النبي (ص) معهن تحت عنوان "أهل البيت" فإن جماعة الذكور والإناث تخاطب
بجمع المذكر السالم.
ولكن هذا لا يعني نفي الدليل تماماً،
بل اعتباره – على الأقل – قرينة، وذلك بملاحظة ما يلي:
حسب هذه الآية وغيرها علمنا أن علياً
وفاطمة والحسنين (ع) أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ولكننا لا نحتاج إلى
هذه الآية ولا إلى غيرها لنعلم أن النبي (ص) مطهر لا يأتيه الرجس، وبالتالي فهو من
البديهيات العقائدية، فلماذا يأتي القرآن بشيء بديهي وهو في معمعان الكلام مع وعن
زوجاته (ص)؟
ولكن "عدنان ابراهيم" جاء
بقرائن من القرآن تقول أن الخطاب بـ "كم" مستخدم للنساء، كما في قول
موسى ((إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً، لعلي آتيكم بشهاب قبس)) مع أنه كان
يتكلم مع زوجته صفورا فقط. إلا أن هذا لا يعنينا طالما أن النقطة في تحول الخطاب
من "كن" إلى "كم" هي المطلوب النظر فيها.
***
4- حديث ابن عباس "نزلت في نسائه خاصة" + رد تفسير زيد بن أرقم
(غسان): جاء بحديث لابن عباس (رض) أن الآية
نازلة في النساء فقط، واعتبره حديثاً لا يرد؛ ثم جاء بتفسير زيد بن أرقم أن النساء
لسن داخلات في الآية. ويبدو أنه اختار الأول، مع أن تفسير زيد بن أرقم ورد في صحيح
مسلم.
ولكنه، كغيره، أراد استخدام تفسير زيد
بن أرقم أن الآية تشمل الذين حرموا الصدقة بعده (ص) وهم إضافة إلى آل علي (ع)، آل
عباس وآل جعفر وآل عقيل، وبالتالي فإن التفسير حتى لو اعتمد فإنه لا ينفع الشيعة.
طبعاً، الشيعة لا يهمهم تفسير زيد بن
أرقم (رض) بعد أن جاءهم التفسير من قول النبي (ص) وفعله. ما يستفيد منه الشيعة أن
زيداً أوضح للسائل أن الزوجة غير داخلة لأنها في حالة مؤقتة مع الزوج في عقد الزواج
فإن طلقها لم تعد من أهل بيته، بينما اللحمة البايولوجية التي عند علي وجعفر وعقيل
أولاد أبي طالب وعند العباس بن عبد المطلب باقية لا تتغير.
***
5- احتجاجه بحديث عكرمة البربري
(غسان): من أعجب العجب أن رجلاً منصفاً محباً
لأهل البيت (ع) يعلن العداوة لبعض أعدائهم كمعاوية، يأتي فيحتج، وبشكل احتفالي،
بحديث لشخص كان يرى رأي الخوارج – وهم من أشد أعداء علي (ع) فهل يعقل أنه سيقبل
فضائله –، وكان يكذب على مولاه ابن عباس، أي يفتري الحديث عليه، بحيث اضطر علي بن
عبد الله بن عباس إلى شد وثاقه وحبسه في التواليت!
هذا الخارجي المفتري كان كالمجنون في
جهاده من أجل إثبات أن الآية نازلة في نساء النبي (ص) وليس في أهل البيت (ع)، بحيث
كان يصيح بها في الأسواق، وكان يتحدى أنه يباهل/يلاعن من يشاء. هذا التحدي ردده
"عدنان ابراهيم"، وبتأكيد وقوة وكأنه الحجة الدامغة، وكأنه من حزب
عكرمة! شيء مؤسف حقاً.
***
6- أورد حديث زيد بن أرقم أن "نساؤه لسن من أهل بيته" + قال:
"هذا تفسير صحابي" + "لا نرتضيه" + "خطأ 100%"
(غسان): لماذا قبلت تفسير "ابن
عباس" وهو صحابي ثم عندما تأتي إلى تفسير "زيد بن أرقم" ترفضه لأنه
تفسير "صحابي"؟! ما هذه التناقضات؟
ثم هل يليق بالباحث المنفتح العقل أن
يقول عن رأي لصحابي معروف أنه خطأ 100%؟ لماذا في هذه صار الصحابة الكبار يخطئون؟!
***
(يتبع)
من تطبيقات "كارثة اتباع
الهوى"
عدنان إبراهيم وآية التطهير
2 من 5
المرجعية الرسولية ومصطلح "أهل
البيت"
صحيح مسلم كله صحيح، ولكن حديث الكساء
فيه ضعيف!
***
7- سمى السيدة عائشة بوصف "الصديقة" عندما ذكر الإفك للاحتجاج
بحديث النبي (ص) يقول "وصل آذاه إلى أهل بيتي".
(غسان): فيما أعرف، إلى عهد قريب لم تكن هذه
الصفة "الصديقة" تطلق على السيدة أم المؤمنين عائشة، وقد فوجئت عندما
علمت بوجود مدرسة إسلامية هنا في بريطانيا باسم "عائشة الصديقة" فقلت أن
هذا مما نجده أحياناً عند الأعاجم من المبالغة؛ ولكني فوجئت عندما رأيت صورة لمدرسة
في العراق (نشرت كدليل على قيام مليشيات شيعية بمهاجمة أهل السنة) لواجهة المدرسة
وعليها قطعة اسم المدرسة "مدرسة الصديقة عائشة"، فعلمت أن هناك اشتداداً
في الاصطفاف مع السيدة عائشة وحزبها مقابل الاصطفاف مع الإمام علي (ع) وحزبه.
"عدنان ابراهيم" هنا يستخدم
هذا الوصف، ولم أجد له تسويغاً، فلا الرجل من الذين يصطفون ضد أهل البيت (ع) ولا
هو من المتعصبين لحزب أم المؤمنين – أو على الأقل هذا تصوري السابق –.
يبقى السؤال الأهم: إذا كان عدنان يأخذ
على الشيعة افتراءاتهم العلمية أليس من حقهم سؤاله عن مصدر إطلاق هذه الصفة
"الصديقة" على أم المؤمنين؟
***
8- وأن مصطلح "أهله" أو "أهل بيته" ورد بالتواتر في
الأحاديث التي تذكر الزوجات
(غسان): من قال أن زوجات النبي (ص) لسن من
أهل بيته؟!
هناك خطأ في الفهم، ربما عند الجميع،
أن "مصطلح أهل البيت" في أصله عليه تنازع، فيفهم الشيعة أن المصطلح في
أصله لا يشمل الزوجات بينما يفهم السنة أن المصطلح يشمل الزوجات وربما لا يشمل
غيرهم كما يقول عدنان في معظم كلامه.
عندنا مشكلة مصطلحات، خطأ في الفهم،
وخطأ في الدقة، وخطأ في التطبيق (مصطلحات المصحف والصحابي وأم المؤمنين والنبي
والرسول والله والرب والدين والشريعة وأهل البيت والأئمة وغيرها وغيرها).
بخصوص "أهل البيت" /
في المصطلح اللغوي "أهل
البيت" = أصحاب البيت، سواء الساكنون أو المالكون
في المصطلح العُرفي "أهل
البيت" = جميع من في داخل البيت، حتى الأقرباء خارج عائلة أصحاب البيت، وحتى
الخادم، وحتى الضيف، وقيل حتى الحيوانات المنزلية
في المصطلح الإسلامي "أهل
البيت" = المصطلح العُرفي
في آية التطهير من سورة الأحزاب
"أهل البيت" = محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسنين (ع)
كيف؟
الله تعالى يقول ((وأنزلنا إليك الذكر
لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ولعلهم يتفكرون))، أي أن الإنزال على النبي (ص) هو من
أجل أن "يبين" هو (ص) معنى الآيات، ولهذا نزلت الآيات الكثيرة في قرن
طاعة مرجعيته الرسولية بطاعة القرآن واتباعه والتحذير من مخالفته والتحذير من رفض
قبول مرجعيته الرسولية وإلا يدخل الرافض في المنافقين ((وإذا قيل لهم تعالوا إلى
ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا)) فـ "ما أنزل
الله" هوالقرآن قطعاً، إذاً يبقى "إلى الرسول" تعني المرجعية
الرسولية المبينة للقرآن.
في آية التطهير، كان النبي (ص) هو الذي
"بيّنها" لنا عندما جمع الأربعة (ع) مع نفسه الزكية (ص) تحت الكساء +
قرأ الآية + أعلن ((اللهم هؤلاء أهل بيتي)). وعليه، فلا يسع "عدنان" ولا
الأمة كلها أن ترفض البيان الرسولي، خصوصاً بعد أن رواه علماؤهم في كتبهم المعتبرة.
***
9- مصطلح "أهل بها" أي دخل بالزوجة دليل آخر على أن "أهل
البيت" تعني الزوجة
(غسان): تشبّث بكل شاردة وواردة مما لا طائل
وراءه. قلنا أن "أهل البيت" عُرفاً تشمل الزوجات دون شك، فلا خلاف، ولكن
المهم هو "البيان الرسولي" للآية موضع البحث، والبيان الرسولي أخرج
الزوجات عندما رفض دخول أم سلمة (رض) مع الأربعة (ع) (أنظر 20-22 أدناه لتسمع منه
العجب).
***
10-
انتهى بالحجة القرآنية إلى
قوله "طيب، الشيعة يقولون هذه ضربة وجيعة سددتها لنا... ماذا عن
الأحاديث؟"
(غسان): هنا يتصرف "عدنان ابراهيم"
وكأنه في حلبة ملاكمة مع الشيعة! وقد ذكر أحد أصدقاء الفيسبوك يوماً ملاحظته عن
وجود بعض العُجب عند بعض الدعاة ومنهم عدنان، وهذا بدا لي واضحاً في هذه المحاضرة
المصورة، فإنها تثبت وجود العُجب بالكلام والحركات – وهي من أسوأ صفات الباحثين
(دع عنك أنها صفة سيئة جداً عموماً).
أي "ضربة وجيعة" سددتها
للشيعة وكلامك في غاية الضعف، يتوسل العبور على عدم معرفة المخاطبين، وهم كثر!
عندما يتصرف الباحث وكأنه في معركة
فإنه ينتقل من الموضوعي إلى الذاتي، وهذا يبعده عن الحق، بسائر معانيه وأوله الحق
تبارك وتعالى.
***
11-
ذكر حديث
الكساء/العباءة أعلن أنه في صحيح مسلم وأنه حديث صحيح (بطريقة تشعر أنه يؤمن أن
جميع ما في كتاب مسلم صحيح)، ولكن...
(غسان): هذه مشكلة عند جميع هؤلاء
"المنصفين" من باحثي أهل السنة، فإنه من جانب استطاع الإفلات من سجن
المنع التام من نقد الصحابة أجمعين ومن التحسس من فضائل أهل البيت (ع) لأنها عندما
تذكر فكأنها تدين من طرف خفي الصحابة المعاصرين لهم، ولكنه لا يستطيع الإفلات من
الحكم غير المنطقي مطلقاً الذي حكموا به أن "جميع" روايات كتابي البخاري
ومسلم "صحيحة" + "يجب العمل بها"، وهذا من نص الإمام النووي
إمام الحديث. طيب لا بأس، فلماذا عندما نأتي بحديث المنزلة ((أنت مني بمنزلة هارون
من موسى)) الذي رواه البخاري، ما يعني أن علياً (ع) هو ثاني الأمة بعد نبيها (ص)،
ونأتي بحديث الثقلين الذي رواه مسلم بأربع روايات، ما يعني أن العترة الهادية (ع)
هم القيادة الشرعية التي مع القرآن، لا نجد إلا السكوت المطبق؟! هل هذا من
الاستجابة لآية المودة؟ أليس الله تعالى يأمر نبيه أن "يقول" لكم أن أجر
تبليغه الرسالة، وهي أعظم نعمة في حياتكم، أن تودوا القربى، فلماذا الإعراض عما
رواه كبار علماء الحديث عندكم مما تصححونه 100% وتقولون بوجوب العمل به؟ تناقضات
لا تنتهي.
فماذا يقول عدنان بعدها؟
***
12-
ولكن باحث
مغربي، محمد العمراني الحنشي، ليس عالم حديث، درس الحديث سنة كاملة، وانتهى أنه
ضعيف
(غسان): تصوروا – باحث يدرس حديثاً واحداً
سنة كاملة، من أجل ماذا؟ هل تشكون لحظة أنه إنما أنفق عمره في تلك السنة من أجل أن
يصل إلى تضعيف الحديث؟!
وإلا، حديث رواه مسلم بن الحجاج من
وصفتموه أنه أفضل في العلم الحديثي من البخاري نفسه، وأن كتابه "صحيح
مسلم" كله صحيح + يجب العمل به، فإذا جاء الدور إلى "حديث الكساء"
إنهارت الأوصاف والمعتقدات وصار الحديث ضعيفاً!
أي بحث علمي هذا؟ أي تقوى هذه؟
السؤال هنا لعدنان ابراهيم: ما لك تبحث
عن كل شاردة وواردة من أجل ضرب فضيلة مهمة جداً من فضائل أهل البيت (ع)، بل
الفضيلة التي تعكس "الدور" دورهم في الدين، الدور القيادي، لأن الأمة
التي تترك الذين لم يتطرق إليهم الرجس والمطهرين تطهيراً (حتى حسب ما يعتقد به
عدنان الذي لم يستطع الإفلات تماماً من الاعتراف بوجوده احتمالاً) تتركهم وتتبع
قادة آخرين هذه الأمة لا تلومن إلا نفسها فيما جرى لها وعليها ومنها وإلى يومنا
هذا؟
سؤال آخر: ترى ما هو وزن صاحبك الباحث
في معاهد أهل السنة أنفسهم؟ وما هو وزن كلامه إزاء كلام سائر علماء أهل السنة في
تصحيح جميع روايات كتاب مسلم؟
***
(يتبع)
من تطبيقات "كارثة اتباع
الهوى"
عدنان إبراهيم وآية التطهير
3 من 5
وا مصيبتاه! النبي (ص) "أحب"
أن يدخل الأربعة (ع) في الآية فأدخلهم!
***
13-
ولكن بغض
النظر، كونه في صحيح مسلم لنقل أنه صحيح...
(غسان): عاد إلى "السجن"! لم يستطع
الإفلات من الحكم القاطع، غير المنطقي بجميع المقاييس (أهمها أنه يجعل صحيح مسلم،
كما صحيح البخاري، يساوي القرآن في قضية الصحة 100%)، أن صحيح مسلم كله صحيح، فقبل
بالحديث "على مضض"!
معاناة لا تنبغي من باحث منصف، أو هكذا
يجده الكثيرون...
***
14-
مع ذلك
"هذا لا يفيد الشيعة" + "لا يفزعنا" + "لا يفيد الشيعة
كثيراً لأنه لا يخرج أمهات المؤمنين" + "بل هن داخلات دخولاً
أولياً" فإذا أردنا إدخال فاطمة وعلي والحسنين (ع) "بِدنا دليل
جديد" + "هذه هي الطريقة، طريقة القرآن واللغة العربية الدقيقة"
(غسان): ولكن هذا السجن جعله يواجه مرة أخرى
وجوب قبول ما تقوله الشيعة في آية التطهير، فانتفض ليقول "هذا لا يفيد
الشيعة"، أي أنه عاد إلى حلبة الملاكمة مع الشيعة!
ولك أن تدقق في كلمته "لا
يفزعنا" لتعلم أن تطبيق روايات الكساء على الآية المباركة مما يزلزل المعاند
فينطلق مباشرة ليعلن: لا لا، لا نفزع من هذا!
يا أخي، إننا لسنا في حرب، فإن ظننت
هذا، فإنها حربك أنت ضد الروايات الرسولية المبينة للآيات القرآنية، فهل تحارب
الله ورسوله (ص)؟!
***
15-
أحب النبي (ص)
أن يعلن أنهم (ع) "من أهل بيته" فضمهم، "من أهل بيتي"، ولكن
الشيعة فهموا "هؤلاء فقط أهل بيتي"
(غسان): ما شاء الله على هذا الفهم لمقام
النبي (ص) ودوره في الدين، بل الفهم لتقوى النبي (ص) ذاتها...
النبي (ص)، محمد (ص) وليس غيره، يحب،
يشتهي، يهوى، أن يكون الأربعة (ع) من ضمن "أهل البيت" فيضمهم معهم!
والله إن هذا لقول أعداء الإسلام اليوم
عندما يقولون أن القرآن من صنع محمد (ص) وأنه كان يكتب ما يحب ويهوى ويشتهي.
القرآن يقول ((ولو تقوّل علينا بعض
الأقاويل لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين)) وهذا المعجب بنفسه يأتي
فيتهمه (ص) أنه يفعل ويقول منطلقاً من هواه، وأبشع منه أنه هذا في تطبيق آيات
القرآن!
***
16-
تساءل:
"أين القصر في قوله (ص) هؤلاء أهل بيتي"؟
(غسان): نعلمك أين القصر –
القصر جاء من ملاحظة ما يلي:
- يقوم النبي (ص) بعمل + قول
- المكان ليس في المسجد أو بيت الأربعة (ع)، ولكن في بيت
أم سلمة (رض) أي بيت إحدى الزوجات
- يضم الأربعة (ع) إلى نفسه الزكية (ص) تحت العباءة/الكساء
- يتلو الآية المباركة في شطر التطهير
- يعلن بعدها ((اللهم إن هؤلاء أهل بيتي))
- تأتي السيدة أم سلمة (رض) فتحاول الدخول
- يجذب النبي (ص) الكساء يمنعها من الدخول
- تتساءل (رض): "ألست من أهل البيت؟" فيرد (ص)
عليها: ((إنك من أزواج النبي)).
- بعدها، لم نسمع أو نقرأ، ولا حتى مجرد فرية من افتراءات
تاريخنا المؤسف، أنه (ص) فعل شيئاً مشابهاً مع زوجاته أو حتى واحدة منهن.
فهل هناك عاقل على وجه الأرض، بل من
عنده شيء من العقل، لا يجد أن هذا كله يدل دلالة واضحة قاطعة على أن المصطلح
"أهل البيت" في آية التطهير هو "قصر" على الأربعة (ع) معه
(ص)؟
***
17-
ثم
"سيبونا من الحديث" + "هؤلاء ضيفي فلا تخزون" تساءل:
"بالله ألم ينزل على لوط إلا هؤلاء النفر؟"
(غسان): يريد نفي القصر بطريقة أخرى، يظنها
من اكتشافاته، أن لوطاً (ع) عندما قال ((هؤلاء ضيفي فلا تخزون)) تشابه قول النبي
(ص) ((هؤلاء أهل بيتي))، وبما أن ضيف لوط (ع) لم يكونوا أولئك فقط، أي جاءه قبلهم
ضيوف آخرون، فإن هناك أهل بيت آخرين للنبي (ص).
كلامه مردود، فإنه تلاعب بالكلمات لا
يرد فعل النبي (ص) في جمعهم تحت الكساء ومنع أم سلمة (رض)، وفي قوله (ص) لها أنها
من أزواج النبي (ص) ما يعني ضمنياً أنك لست من أهل البيت المعنيين بالآية. واضحة
جداً لولا العناد.
***
18-
(ملاحظة:
يقول عنهم "عليهم السلام أجمعين"، بينما يقول عن عائشة "رضي الله
عنها".)
(غسان): ملاحظة جانبية، نجد أن بعض المنصفين،
أمثال عدنان إبراهيم، يردفون ذكر أسماء أهل البيت (ع) بكلمة "عليه
السلام" أو "عليهم السلام" وهنا يقول عدنان "عليهم السلام
أجمعين" (وقال في نفس التسجيل "عليهم السلام دائماً نقول ذلك، أو ما
يشبهه)، ثم عندما يأتي إلى ذكر السيدة عائشة فإنه يقول "رضي الله عنها"؛
نسأل عدنان وغيره:
ألا تفهمون من قولكم أنتم الفارق
الكبير بين أهل البيت (ع) وغيرهم؟ إن لم تفهموا فارجعوا إلى كتاب الله فهو الفصل
ليس بالهزل، ماذا يقول؟
((وقل الحمد لله وسلام على عباده الذين
اصطفى))، أي أن المصطفين في الأصل يجري عليهم "السلام"؛
((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ
يبايعونك تحت الشجرة))، أي أن الفعل الحاصل أولاً هو الذي جاء بـ
"الرضوان"؛
وبالتالي فإنك – يا أخ عدنان – عندما
تسلم على علي وفاطمة والحسنين (ع) تقر ضمناً (ربما دون وعي لأعلاه) أنهم من
المصطفين، الذين اصطفاهم الله تعالى قبل خلقهم، بينما نزل الرضوان على السيدة
عائشة أو غيرها نتيجة العمل، فلا رضوان قبل العمل، أي يجب أن يثبتوا استحقاقهم له.
هذا وحده يكفي في بيان الفارق؛
ولكن نسأله: فأي الفريقين أحق بإذهاب
الرجس والتطهير؟
(علماً أن البخاري ومسلماً استخدما
"عليه السلام" الخ في ذكر علي وفاطمة (ع) وحتى استخدمها البخاري مرة بعد
علي بن الحسين زين العابدين (ع) – الله ينطق عباده شاءوا أم أبوا.)
***
19-
انتهى إلى
"قالوا هذه أنت أفلتّ منها" + "طبعاً، ما في، هذه قوية، الأمور
واضحة"
(غسان): مرة أخرى إلى حلبة الصراع مع الشيعة!
إن قوله "أفلتّ منها" تفضح موقفه أنه جالس من أجل "التفلّت"
من الحجج الشيعية وليس ابتغاء الحقيقة.
الباحث عدنان ابراهيم يجد أن ما قدمه
أعلاه "قوية... الأمور واضحة" – وقد قدمتُ ما يجعل الأمور واضحة بالضد
مما قاله إن شاء الله.
***
(يتبع)
من تطبيقات "كارثة اتباع
الهوى"
عدنان إبراهيم وآية التطهير
4 من 5
طلب السيدة أم سلمة (رض) الدخول تحت
الكساء "قلة أدب"!
***
20-
الآن ذكر قضية
منع أم سلمة (رض) من الدخول "قالت ألست من أهل بيتك؟ قال: مكانك، وأنت على
خير" وأن الشيعة يقولون أن الرسول (ص) أخرجها...
(غسان): هنا جاء إلى فعل النبي (ص) وقوله مع
أم سلمة، لأن هذا كان من أهم ما في خطة النبي (ص)، سواء وحياً وأمراً إلهياً للنبي
(ص) أو من ذكائه ودقة نظره (ص) وهو العارف بما في نفوس القوم، فكان اختياره لبيت
أم سلمة (رض) علماً منه أنها من المؤمنات الصالحات اللواتي لن يخرجن عن بيعتهن لله
ورسوله (ص) ومنها الطاعة في ولاية علي (ع)، الأمر الذي وجدناه في فعلها (رض) عندما
خرجت السيدة عائشة على علي (ع) وكيف كتبت إليها تنصحها بكل قوة ثم كتبت إلى علي
(ع) تعلن موقفها الثابت من طاعته وولايته وترسل مع كتابها ابنها عمر بن أبي سلمة
يقاتل بين يدي أمير المؤمنين (ع)، وهو ما فعله رضوان الله عليه وعلى أمه الراضية
المرضية.
ولكن عدنان حاول جعل قضية "إخراج
النبي (ص) لها" من "أقاويل الشيعة"، من أجل إضعاف المسألة. بعبارة
أخرى، حاول التدليس على مستمعيه...
بل ذهب بعيداً...
***
21-
قال "هذا
من الفري" + "كلام غير صحيح بالمطلق، الرسول ما أخرجها، كيف يخرج من
أدخلها الله والقرآن والعرف والتقاليد والعادة معتاد الناس - مستحيل" ؛ ما
تفسير ذلك؟
(غسان): بل كلامك – أخانا عدنان – هو
الافتراء وغير الصحيح وبالمطلق، لأن النبي (ص) أخرجها قولاً وفعلاً، ومن لا يقبل
ينطح راسه بالحايط!
يريد التهويل، بطريقة التهريج، وهو
مؤسف لأن عدنان إبراهيم لا يستخدم هذا، عادة، ولكن يبدو أن الحق إذا حشر أحداً في
زاوية فلا مجال أمامه سوى الاعتراف به والخضوع له أو التهريج.
قلنا في أعلاه أن النساء من ضمن أهل
البيت في المصطلح العرفي والديني، ولكن آية 33 من سورة الأحزاب في شطر التطهير
تتعلق بالأربعة (ع) مع النبي (ص) والنساء "غير داخلات" بناء على فعل
النبي (ص) وقوله، وهو = "البيان الرسولي" الذي يجب طاعته وإلا سقط
الإنسان في قسم المنافقين.
التقاليد العادة معتاد الناس شيء
والفعل والقول النبوي شيء آخر. فكم من التقاليد والأعراف عندهم أبدلها القرآن، فهل
كان النبي (ص) يلعب وهو يقوم بجمع الأربعة (ع) معه تحت الكساء ويقول ما يقول ويفعل
ما يفعل؟
يضرب فعل النبي (ص) وقوله لأن التقاليد
لا تسمح!
***
22-
قال
"وإنما سر المسألة تجدونه في فرق من الفروق العبقرية الدقاق أو الدقيقة التي
جادت بها قريحة الإمام شهاب الدين القرافي العلامة المالكي الكبير... تلميذ العز
بن عبد السلام" + "عنده كتاب إسمه الفروق" + قال "عنده قاعدة
دقيقة فرق بها بين الدعاء المأذون به و... منه؛ في أدعية تكون أحياناً قلة أدب
منافية للأدب مع الله" + "قال، وهو ما كانش معاه شيعة ولا على باله
الشيعة" + قال "مما ينافي آداب
الدعاء أن تدعو بتحصيل ما هو حاصل؛ هذا قلة أدب؛ ما يصير؛ كأنك غير ملاحظ للنعمة؛
ما ينفع" + جاء بأمثلة على دعاء بما هو عند الإنسان +... وعليه
(غسان): فماذا يفعل عدنان للإفلات من فعل
النبي وقوله (ص) في بيت أم سلمة (رض)؟
جاء بخريط آخر لعالم آخر اسمه شهاب
الدين القرافي، خلاصته:
عندما طلبت أم سلمة (رض) الدخول مع
الخمسة تحت الكساء فإنها طلبت ما هي داخلة فيه أصلاً – لأنها من أهل البيت –، وبما
أن مثل هذا هو "قلة أدب" حسبما يفهم القرافي وعدنان، فإن ما قامت به أم
سلمة (رض) هو "قلة أدب" منها!
بالله عليكم، هل يقول هذا عاقل؟!
وهل لو قاله الشيعة بحق إحدى زوجات
النبي (ص) أما كانت القيامة ستقوم عليهم وكيف أنهم لا يحترمونهن وصولاً إلى
التفسيق والتبديع والتكفير؟
الفكرة "العبقرية" حسب وصف
عدنان هي أن طلب تحصيل الحاصل من النعمة يعني أن الطالب غير ملاحظ للنعمة وبالتالي
فهو "قلة أدب" مع الله!
هذا يعني أن جميع طلباتنا بالرزق مثلاً
هي "قلة أدب" لأن الله تعالى لم يزل يتعهدنا بالرزق حتى ونحن في بطون
أمهاتنا!
بل أن جميع الأنبياء والمرسلين (ع)
كانوا يمارسون "قلة الأدب" وهم يطلبون من الله من نفس النعم التي كانوا
يتقلبون فيها!
إنهارت معظم الأدعية ومعظم الآمال
بالله تعالى، من أجل ماذا؟
من أجل التخلص من زاوية حُشِر فيها من
لا يريدون الاعتراف بإمامة أهل البيت (ع) – نقطة راس سطر.
وإلا ما معنى هذا اللف والدوران
والتوسل بكل كلام، حتى لو كان خريط؟!
نقطة جانبية: عدنان إبراهيم يعيش هاجس
الشيعة، فيذكر قول القرافي ويقول "وهو ما كانش معاه شيعة ولا على باله
الشيعة"، ليبعد الفكرة عن كونها مصممة لضرب حجة الشيعة في القضية.
يا أخ عدنان: على من تريد أن تضحك؟!
والله الذي لا إله إلا هو، ما قال
عبقريك القرافي ما قال إلا لأنه كان يعيش مشكلة حجج الشيعة في آية التطهير، وكان
"على باله الشيعة" على طول الخط، وإلا لماذا أتعب نفسه في هذا التفسير
"العبقري"؟!
***
23-
نساء النبي
(ص) هن في الأصل من أهل بيته، وهن سبب نزول الآية + "هذه آية واحدة وليست
آيتين" + "سبب النزول داخل إما وحده وإما مع غيره على الصحيح ... الصحيح
يدخل مع غيره (غير سبب النزول)" ... ولذلك
(غسان): إعترف أنه من الممكن أن يكون هناك
سبب آخر غير سبب النزول لتطبيق الآية أي آية.
ولكنه مصر على أن سبب النزول هن
النساء، وهذا يعني أنه يضرب عرض الحائط فعل النبي (ص) وقوله في بيان سبب نزول
الآية، لأننا لم نجد النبي (ص) أنه جمع نساءه وفعل وقال نفس الشيء بحقهن أولاً ثم
بعد ذلك فعل وقال ما قال في بيت أم سلمة ثانياً. الرواة رووا الثاني ولم يرو ولا
واحد الأول، فكيف نقول أن سبب النزول هو الأول؟
***
24-
نساء النبي
(ص) بعد أن اخترن الله ورسوله (ص) والدار الآخرة، وأن الله اختار بيوتهن مهبطاً
للوحي ومختلفاً للملائكة، لهذا "النبي تأدباً في الدعاء مع الله قال لها:
مكانك، خليكي مكانك، وأنت على خير لأنك إيه؟ من أوائل الداخلات، فلماذا ندعو
بتحصيل حاصل؟"
(غسان): تجليات عدنان ابراهيم من كلام
القرافي "العبقري" أن النبي (ص) عندما قال لأم سلمة (رض) وفعل ما فعل
إنما كان "تأدباً في الدعاء مع الله" لأنه كأنه يقول لها "أنت من
أوائل الداخلات فلماذا ندعو بتحصيل حاصل؟"
أجبنا على الكلام فلا نعيد.
ولكن أقول: هنا أراد التهيئة لما
سيقوله بعدها من تساؤل أم سلمة (رض) بعد منع النبي (ص) لها من الدخول، ورد النبي
(ص) وتوصيفه لها. ولكنه أضاف إليها "مكانك، خليكي مكانك"، ومعها شيء من
الحدة في حركاته (حركات عدنان)، من أجل أن يؤكد أن طلبها (رض) كان "قلة
أدب" مع الله مما أغاض النبي (ص) فأمرها "خليكي مكانك"!
***
(يتبع)
من تطبيقات "كارثة اتباع
الهوى"
عدنان إبراهيم وآية التطهير
5 من 5
آخر الأدلة: قشعرة الجلد!
لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك
***
25-
قال (يحسب أنه
أصاب من الشيعة مقتلاً!) هناك حديث "يغض الشيعة عنه الطرف؛ قال لها رضي الله
عنها وأرضاها، تعرف شو قال لها؟ قالت: وأنا يا رسول الله؟ يعني أنا من أهل بيتك،
أنت من أزواج النبي، وهو أصرح وأوضح، أنت من أزواج النبي، بتسأل عن شيء حاصل...
إنتي زوجتي والآية في أزواجي"
(غسان): هنا افتراء، أو لنقل تدليس على
السامعين، لأن الشيعة كلهم يروون نص تساؤل أم سلمة (رض) ونص رد النبي (ص)، وكيف لا
يفعلون وهو يقوي من حجتهم؟!
عجيب والله.
والأعجب منه أنه قلبها! كيف؟
عندما رد النبي (ص) عليها قائلاً ((أنت
من أزواج النبي)) فإنه – كما قال عدنان – يؤكد دخولها في الآية أصلاً، لأن آية 33
في شطر التطهير آية متكاملة وتشمل الزوجات ومنهن أم سلمة (رض)، وعليه فإن شطر
التطهير يشملها أصلاً فلماذا يدخلها مع الأربعة (ع)؟
بالله عليكم هل هذا كلام يقوله منصف أو
من يحترم مستمعيه ويريد إرشادهم إلى الحقيقة فعلاً؟
كيف يمنع النبي (ص) أم سلمة (رض) من
الدخول فيثير شبهة أنها ليست من أهل البيت المعنيين بالآية لو لم تكن (رض) فعلاً
ليست منهم؟
أضف إلى هذا أن النبي (ص) عندما قال
لها: ((وأنت على/إلى خير)) فإنه (ص) كان في غاية الدقة والتحوّط عليها (رض) من أن
يتقول متقول فيما بعد أنه (ص) إنما منعها من الدخول لأنها هي بشخصها لا تستحق ولو
كانت غيرها لأدخلها، لهذا أعلن (ص) أنها على خير، أي أن منعه (ص) لها إنما لأنها
غير داخلة في "أهل البيت" المعنيين في التطهير.
***
26-
قال
"والله قشعر بدني، لأن هذا هو الحق، أقسم بالله وقف شعر بدني... هذه علامة
الرضا من الله إن شاء الله"
(غسان): ما شاء الله على الأدلة والقرائن –
إقشعر بدن الرجل فاستدل منه على أنه الحق + علامة الرضا من الله!
هذه نتركها لكم للتأمل فيها...
***
27-
قال
"تماماً هذا هو كبد الحقيقة"
(غسان): بل هو "كبد الباطل
والتضليل" كما أوضحت أعلاه.
وبعيداً عما أوضحته في نقاشي معه، فإنه
هو نفسه اضطر لذكر بعض الاحتمالات، فكيف يقول أنه "كبد" الحقيقة؟ أفهكذا
يكون البحث العلمي ونهج الباحث الحر؟
***
28-
ماذا حصل
"بالجعل النبوي" صار علي وفاطمة والحسنان (ع) من أهل بيته، أما أمهات
المؤمنين فهن من أهل بيته "بالجعل الإلهي"
(غسان): آخر ما قاله هو أنه إذا كان تطبيق
مصطلح أهل البيت" على علي وفاطمة والحسنين (ع) بـ "الجعل النبوي"
من عند النبي (ص)، فإن تطبيقه على أمهات المؤمنين كان بـ "الجعل الإلهي"،
أي أن الجعل الإلهي أقوى فيكون دخول النساء أقوى من دخول الأربعة (ع)؛ وهذا يستمده
من أمرين:
(الأول) حججه التي جاء بها أعلاه ورددت
عليها واحدة واحدة وأظن أني قمت بتفنيدها بما يطيح بها إن شاء الله
(الثاني) تجاهل "البيان الرسولي
للقرآن"، فكأن "الجعل النبوي" منفصل عن "الجعل الإلهي"،
ولا عجب منه بعد أن رمى النبي (ص) باتباع الهوى (راجع 15 أعلاه أن النبي (ص) أحب
أن يدخلهم (ع) ففعل)، وبعد أن زعم أن سبب النزول الأصلي هو في الزوجات مع أن النبي
(ص) لم يفعل معهن مطلقاً كما فعل مع أهل الكساء (ع)، وبعد أن جاء بأقوال لعلماء
فيها تطاول وتكلّف وجهل وتجهيل وكلها باطلة دون أدنى شك تنبع من التعصب المذهبي
ليس إلا.
***
أخيراً:
إن النبي (ص)، بحكمته البالغة وبتعليم
الله تعالى له، حياطة على الدين في موقعية أئمة الهدى (ع) وتوثيقاً للحجة على
عباده، لم يكتف بما قام به في بيت السيدة أم سلمة (رض)، ولكنه قام بفعل لم يقم به
في أية قضية أخرى /
استمر مدة 6 أشهر (حسب ما روى الإمام
أحمد بن حنبل في المسند، النبهاني قال 7 أشهر وغيره 8 أشهر) يقف كل يوم، عند صلاة
الفجر، يقف على باب علي وفاطمة (ع)، فيقرأ الآية، في شطر التطهير، ثم ينادي عليهم
((الصلاة يا أهل البيت))؛
فلم يفعل ذلك، ولا مرة واحدة، مع إحدى
الزوجات.
فماذا يفهم من هذا أي إنسان عنده شيء
من العقل؟
ألا يعني هذا أمرين:
أولاً – التأكيد النبوي على أمر يتعلق
بالرسالة كلها
ثانياً – المعرفة النبوية بالعداء
المستحكم لأهل البيت (ع) على عهده، وبُعيد عهده، وعبر القرون، وإلى يومنا هذا.
***
إلحاقاً: لا تكونوا ملكيين أكثر من
الملك!
طالما أن عدنان إبراهيم وغيره يختار
القرآن عندما لا تعجبه الأحاديث، فإننا نلفت نظره وغيره إلى ما يلي:
- القرآن نزل يأمر النبي (ص) بتخيير نساءه بين الله ورسوله
(ص) والدار الآخرة وبين الدنيا وزينتها والتمتع فيها والتطليق، والسبب في هذا –
كما رواه الناس كافة ويعرفه صغار المسلمين – أن نساء النبي (ص) سألنه التوسعة في
النفقة لأن معيشتهن كانت صعبة ضيقة (ولم يكن مبالغات، فقد صعبة ضيقة حقاً)، فنزل
التخيير الإلهي لهن، فهل أن من أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً يمكن أن توضع
أمام التطليق من النبي (ص)؟
- القرآن أثبت أن هناك نساء في المجتمع المسلم يومها خيراً
من نساء النبي (ص) ((عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن، مسلمات مؤمنات
قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً))، فهل أن عدنان ابراهيم وغيره يعتقد أن آية التطهير نزلت في نساء
مسلمات في المدينة غير نساء النبي (ص) أيضاً؟
(ولا يفوتنكم آخر وصف (((أبكاراً))
فإنه موجه إلى السيدة عائشة بالخصوص لأنها كانت تفخر بنفسها أنها الوحيدة التي
تزوجها النبي (ص) بكراً.)
- أما بخصوص السيدة عائشة، فقد نزل القرآن بتهديدها،
والسيدة حفصة، تهديداً لم نجده نزل في غيرهما... والتهديد جاء بعد قضية مهمة جداً
وهي إعلان القرآن أنهما قد انحرفت قلوبهما ((إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما))
هل تتوبان إلى الله لأنكما قد "مالت وانحرفت" قلوبكما، فهل أنهما لو
كانتا قد أذهب الله عنهما الرجس وطهرهما تطهيراً تميل قلوبهما عن الحق؟!
ثم التهديد في حالة عدم التوبة
والاستمرار في إزعاج النبي (ص) ((وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه، وجبريل،
وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير))، هذا الجيش الهائل هو الذي تقشعر الجلود
منه – أخ عدنان – وليس غيره مما هو نتاج البحث اللاعلمي. فهل سمعتهم مثل هذا وجّه
ليس للأربعة (ع)، بل حتى لسائر المسلمين؟
- لم نسمع أن واحدة من أمهات المؤمنين ادّعت أن التطهير
نزل فيها، حتى السيدة عائشة ذاتها على شدة حاجتها لتقوية موقفها وهي تشعل الحرب ضد
الإمام علي (ع)، وهذا من أقوى الأدلة على أن التطهير لا يشملها.
- إن كل هذا النضال الشديد منهم إنما هو عن السيدة عائشة
وحسب، فلو كانت القضية تتعلق بزينب أو رملة أو صفية أو غيرهن من نساء النبي (ص)
(عدا حفصة بنت عمر طبعاً) فإن هؤلاء لم يكونوا ليتعبوا أنفسهم في هذا البحث؛ والسبب
هو المشكلة الأولى مع علي (ع)، وهو مؤسف ها هنا، لأن أمثال عدنان ابراهيم يؤمل
منهم عدم السقوط أسرى تلكم المواقف السيئة في العهد الأول خدمة للحكام الظالمين
يوم كانت المعارضة هي الأئمة (ع) وشيعتهم.
- والشيء بالشيء يذكر، إن خروج السيدة عائشة من بيتها الذي
أمرها الله أن تقر فيه ((وقرن في بيوتكن)) الموجه إلى نساء النبي (ص) بالخصوص،
تحرض على الخليفة المبايع بيعة عامة، وتقود الحرب بنفسها، مصرة على ذلك حتى بعد
تنبيه السيدة أم سلمة (رض) لها (في رسالة يجدر بالجميع قراءتها)، يطيح بأية
إمكانية للقول أن الله أذهب عنها الرجس وطهرها تطهيراً لأن إشعال نار أول حرب
أهلية في المسلمين راح ضحيتها 10 آلاف مسلم على أقل أقوال المؤرخين، ما فتح الباب
لما بعدها، لا يمكن أن يصدر ممن يمتنع عنها الخطأ، (وإن كان في شدة بغضها لأمير
المؤمنين (ع) ما يكفي لمعرفة حقيقة حالها).
- (وأستطيع القول أن الموقف المتناقض 180 درجة
للسيدة عائشة والسيدة أم سلمة يطيح بقول عدنان وغيره أن نساء النبي (ص) يعنيهن شطر
التطهير من الآية.)
ولكن لأن الخصوم يعلمون هذا ولكنهم يريدون السير حسبما اختطته لهم الخلافة
الأموية والعباسية فإنهم لم يجدوا إلا رمي الشيعة أنهم يتهمون السيدة عائشة أم
المؤمنين في عرضها – نعوذ بالله وبه نستجير – مع أن الشيعة لم يزالوا يعلنون أن
القضية مستحيلة في حقها لأنها زوجة نبي من الأنبياء (ع)، دع عنك خاتم الأنبياء
وسيد المرسلين (ص)، الأمر الذي قمت بالتنبيه إليه مراراً وتكراراً، مع التنبيه إلى
أن الذين طعنوا في عفافها – والعياذ بالله – كانوا الصحابة أنفسهم ((إن الذين
جاءوا بالإفك عصبة منكم)) و "منكم" أي المخاطبون وهم الصحابة، وعندما
جاء النبي (ص) ببراءتها جبهته بالقول "بحمد الله، لا بحمدك وحمد
أصحابك!"
- نقطة إضافية بشأن جدتنا وسيدة نساء العالمين خديجة سلام
الله عليها، أن تخيير زوجات النبي (ص) بالتطليق والإعلان الإلهي أن في المدينة
نساء خير منهن لم يشمل السيدة خديجة (ع) حيث، كما يعلم الجميع، أنها توفيت في مكة
قبل الهجرة؛ ولكن انظروا إلى شدة اصطفاف هؤلاء مع السيدة عائشة وشدة إهمالهم
للسيدة خديجة (ع) مع أن الأولى ما قدمت للإسلام (حسب ما يعتقدون) عشر معشار ما
قدمت الثانية (ع).
***
فالحمد لله رب العالمين على أن جعلنا
من الخاضعين للتأكيد النبوي لآثار التطهير الإلهي لأولئك النفر الكريم (ع) في
موقعيتهم قادة للأمة، لا نعاند ولا نجادل ولا نلف وندور ولا نأتي بالمضحكات ولا
الطامات، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
(إنتهى)