عقدة الصحابة وحجب الأمة عن أهل البيت (ع)
مثال / محاضرة الشيخ الوهابي د. بدر بن نادر المشاري
قناة الأمة الوهابية (المعادية للشيعة بشكل مبرمج)
13 / 6 / 2016 (وقت مشاهدتي لها، لعله إعادة)
***
المحاضرة عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
مدحه المحاضر أعظم المدح، وأنه (ع) جمع من الصفات أكملها وأحسنها الخ....
ولكن...
ولكن، من أجل "الآخرين"، لا سيما كبار الصحابة، فإنه –
إتبع "الكتمان" – وهي السياسة التي لم يحد عنها الجمهور منذ
القرن الأول الهجري وإلى اليوم.
فيما يلي أمثلة...
***
1- خطبة فاطمة (ع)
/
طنّش عن خطبة الشيخين لها ورد النبي
(ص)، مع أنه ذكر أن علياً (ع) هاب النبي (ص) فلم يتكلم فبادره النبي (ص) بالسؤال
إن كان جاء يطلب فاطمة (ع)،
ما يعني:
أولاً / الشيخان لم يكونا مناسبين
لفاطمة (ع)
ثانياً / النبي (ص) كان يعلم بأمر
السماء تزويج بضعته الزهراء (ع) لعلي (ع) بحيث لم يحتج علي (ع) للكلام في الموضوع
أصلاً.
2- يوم
الدار ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) /
بتر الحديث حيث قال ((من يبايعني)) ولم
يذكر ((على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي))!
لأن الحديث يعني بوضوح أن تعيين علي
(ع) للخلافة تم منذ أوائل أيام الدعوة المحمدية.
3- يوم
خيبر
حتى ذكر كيف أنه عندما أعلن أنه علي
(ع) فإن اليهودي قال لقومه "خربت خيبر" وذلك لأنه عندهم في التوراة
مكتوب أن الذي يخربها اسمه "علي".
طنّش عن ذكر ما حصل من الشيخين، مع أنه
ذكر قول عمر أنه "ما تمنيت الإمارة كما تمنيتها يومئذ" عندما قال النبي
(ص) ((لأبعثن الراية غداً ...))
وذلك لأن حصول المقارنة بين فشل
الشيخين في اليومين الأولين ونجاح علي (ع) بعدهما حسمت الأمر في الرجل الذي له
القدح المعلّى في كل موطن من مواطن الشدة على عهد النبي (ص).
4- حديث المنزلة /
وصفها منزلة "كبيرة" وحسب!
مع أن النبي (ص) بقوله ((أنت مني
بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي))، قال لنا بوضوح شديد:
أولاً / علي (ع) هو أول الأمة بعد
نبيها (ص) كما كان هارون (ع) في أمة أخيه موسى (ع)
ثانياً / أن علياً (ع) من مستوى
الأنبياء فكان يمكن أن يكون نبياً لولا أن النبوة ختمت بالنبي محمد (ص).
5- آية
الولاية / لم يذكرها مع أن تصدقه بالخاتم في الصلاة جاءت فيها ولايته (ع) على
الناس، لهذا ذكر التصدق بـ 4 دراهم وآية ((الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار
سراً وعلانية))
6- عبد
الله بن سبأ / لتبرئة السيدة والصاحبين
أسطورة أقصوصة مهزلة عبد الله بن سبأ دليل على تمسك الآخر بأي سخافة من أجل
التعامي عن قول الحق بشأن الخطايا الكبرى التي ارتكبت وأسست لما بعدها،
فإن "موقعة الجمل" إنما كانت أول حرب أهلية في المسلمين، وحصل
فيها، وفي الموقعة الصغيرة قبلها "الجمل الأصغر" – عندما هجموا على بيت
الحكم وقتلوا أكثر من 120 من المسلمين ولولا أن هددهم عثمان بن حنيف الأنصاري (رض)
بأخيه سهل في المدينة أنه يأثر له لكانوا قتلوه.
وجرت ما بعدها الكثير.
بدلاً من الوقوف مع علي (ع)، إذا بهم يقلبون الأمر على رأسه، فيجعلون
التشيع له من اختراعات رجل يهودي، جاء واخترعه ثم اختفى لا ندري إلى أين!
ولا يهمهم في هذا أنهم صيروا صحابة كباراً من أفاضل الخلق، كعمار وأبي ذر،
لعبة بيد ذلك اليهودي يحركهم كيفما شاء.
***
بكاء الشيخ لمقتل علي (ع)
وهذه قرينة على أن الشيخ في سياق الامتناع عن اتخاذ أي موقف فيه فضح لمواقف
بعض الصحابة أو فضح للفارق الهائل بين علي (ع) وبينهم.
فقد بكى عندما قص على الحضور كيف أن اللعين بن ملجم ضرب علياً (ع) وأدى إلى
قتله..
وهذا تفاعل "عاطفي" من
المحبة لعلي (ع) دون شك، ولكنه لا يمتد "عقلياً/منطقياً" لأن المنع من
النظر "العقلي/المنطقي" للأدلة التي لا تكاد تحصى على موقعية علي
وأولاده الأئمة (ع) هو المنع الصادر من قريش ولم يزل يطبق.
***
منع لا نظير له
منع لا نعلم له نظيراً في الالتزام به
من هذه الأمة الجاحدة التي لا تعرف مصلحتها أين تكون...
رحم الله الصحابي الكبير أبي بن كعب:
"لا تزال هذه الأمة مكبوبة على
وجهها مذ مات نبيها (ص)".
أما آن لهذه الأمة أن تعي أن الصحابة
انتهوا وذهبوا إلى بارئهم، لا نزكي عليه أحداً منهم ولا نحكم على أحد منهم، ((إن
الحكم إلا لله))،
بينما بقي الذين يصلون عليهم في تشهد الصلاة كل
يوم – شاءوا أم أبوا –؟
أما في هذا ما يحرك العقول؟