بمناسبة ولادة جدنا ومولانا وإمامنا الحسن بن علي (عليهما
السلام)
في 15 من شهر رمضان من العام 3 للهجرة المباركة
***
كنت أزمع نشر عدة حلقات عن دوره المهم جداً بدءاً من
اليوم،
ولكن الذي حصل هو ما أشيع عن رغبة العتبتين الحسينية
والعباسية في العمل على إطلاق اسمه الشريف على محافظة "بابل" والهياج
الذي تبعه بالضد من هذا –
فوجدت أن البدء بهذا أولى، فإنه من نفس طبيعة ما أراده
الله تعالى بعبده الصالح أبي محمد الحسن (ع) من التعرض للمواقف الظالمة، إعلاء
لشأنه، وتعظيماً لأمره، فهذا هو من فعل الله تعالى مع عباده الصالحين.
وسوف أنشر عدة منشورات عنه (عليه السلام) كل يوم في هذه
الأيام المباركات.
***
والله أفرح لهذا الخبر لو تحقق
على الرغم من أن العتبتين أصدرتا تكذيباً للخبر، ولكن لنعتبره صحيحاً...
والله إني لأفرح أن تسمى محافظة باسم جدنا الحسن (عليه السلام)،
المظلوم حقه المبخوسة قيمته من الجميع - حتى الشيعة منهم -...
وما المشكلة:
- إلى
بدايات السبعينيات كانت المحافظة اسمها "لواء الحلة" فتغيرت إلى
"محافظة بابل" بعد استحداث 4 محافظات وبداية الحكم الذاتي في كردستان،
فلماذا هي مشكلة الآن؟
- في تلك
الأيام كانت الأسماء تبدل وكل شيء يتبدل ومحّد يفُكّ حلكَه، لماذا الاعتراض هنا؟
- فإن قيل
أن "بابل" من الآثار القديمة، قلت إذاً لماذا لم يسموا باقي المحافظات
على اسم "أريدو" أو "أور" مثلاً؟
***
المثنى وصلاح وسليمان مو مشكلة!
لماذا "المثنى بن حارثة الشيباني" باسمه محافظة ليس مشكلة بينما "الحسن"
مشكلة؟
لماذا "صلاح الدين الأيوبي" باسمه محافظة ليس مشكلة بينما
"الحسن" مشكلة؟
بل حتى "سليمان والد ابراهيم باشا بابان" (هل تعرفونه؟!) له
محافظة باسمه؟!
علماً أن المقترح هو لاسم "المحافظة" وليس "المدينة"،
فإن المدينة يبقى اسمها الحلة.
***
العتبة تنفي وكأنها ارتكبت جريمة!
بعد الصراخ الكبير من أصحاب الغيرة العراقية
البابلية ضد هذا الإشاعة المزعجة أصدرت العتبة الحسينية نفياً قاطعاً من عدة نقاط،
أهم نقطة فيها هي:
"إن إضافة عبارة (مدينة الإمام الحسن
عليه السلام) إلى مدينة الحلة إنما هي إضافة تشريفية تكون لها كاللقب أو الكنية أو
الوصف من قبيل إضافة عبارة مدينة الإمام الحسين عليه السلام إلى مدينة كربلاء
فنقول (كربلاء مدينة الحسين) وكذا (النجف الأشرف مدينة الإمام علي) ومثلها سامراء
ومشهد وسائر المدن الحاوية لأضرحة المعصومين عليهم السلام ولا يعني ذلك بحال من
الأحوال تبديلا لاسمها مطلقاً".
لا أملك إلا قول: وا حسناه! ولا حول ولا قوة إلا
بالله!
فكأن إطلاق اسم السبط المجتبى (ع) – أول أسباط
النبي (ص)، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله (ص)، ورابع أصحاب الكساء،
ورابع أصحاب المباهلة، من لا يساوي تراب أقدامه سائر ملوك بابل ومعهم من يهرّج
غيرة عليهم اليوم – ومعظمه تهريج غير صادق فيما أحسب –،
كأنه جريمة سيقدم العراق عليها،
هذا العراق الذي يعتز بصلاح الدين الأيوبي والمثنى
بن حارثة الشيباني وسليمان بابان إلى درجة تسميته محافظات بأسمائهم،
ولكن الويل لمن يريد "تلويثه" بتسمية
محافظة باسم ذلك الإمام الطاهر المطهر عليه السلام!
***
لو كان المجرم موجوداً وأعلنها!
بالله عليكم:
لو كان المجرم صدام موجوداً وأصدر قراراً بتسمية محافظة بابل باسم الحسن
المجتبى (عليه السلام) أما كانت البيانات ستصدر والهوسات ستنطلق للإعلان عن
الاعتزاز والثناء على الوفاء الكبير الذي أبداه القائد الحسيني لعمه الحسن؟!
***
نفثة أسى ليس إلا
والله لقد قلت ما قلت أعلاه مع أن مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) لا
يزيده اسم محافظة هنا أو شارع هناك، فهذا من العباد المصطفين الأخيار الذي حساباته
مع الله تعالى في آفاق أعلى بكثير جداً من محافظة ما في بلد ما في الكرة الأرضية
التي هي نقطة في الكون؛
ولكنها نفثة مصدور تخرج أسفاً على هذا الواقع الذي يستصعب القضايا عندما
تأتي إلى هؤلاء الأطهار، وتسهل مع غيرهم مما لا يدانيهم في شيء.
***
السلام على مولانا وسيدنا وإمامنا أبي محمد، صاحب الظلامات المتجددة، في
يوم ميلاده،
الذي صبغوه بظلم عجيب كيف أنه يحاكي ذلك الهيجان من الأمويين ومن السيدة
بمجرد أن أراد أخوه الحسين (ع) دفنه إلى جنب جده المصطفى (ص)،
واليوم هاجوا بمجرد أن أراد البعض، أو أشاع وحسب لا أدري، الرغبة في تسمية
محافظة باسمه الشريف!
فيا عجباً من سوء الاتفاق!