أضواء على جذور أكاذيب التاريخ
ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم
إقامة الحجة في النقاش وقاعدة الإلزام
ما هي الحجة المقبولة؟
هل "ألزموهم بما
ألزموا به أنفسهم" هي المستوعبة أم أنني يجب أن ألزم
نفسي أيضاً بما ألزموا به أنفسهم؟
هذه القاعدة "ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم" = أنا أحتج عليك
بما أنت تعتقد صحته عندك أنت وليس بالضرورة عندي أنا
لا أنني ألزمك بما صح عندي، كما
يبدو أنك فهمت في قولك "من الصعب علي أن ألزم نفسي بما لا
أؤمن به ..." الخ
هذه قاعدة منطقية لا ينبغي أن
يرفضها أحد،
ولكني - مع الأسف والعجب - وجدت الكثيرين من لا يفهمها، بحيث يعتقدون أن عليّ – أنا الشيعي - أن أؤمن بروايات البخاري طالما أنني
احتججت على الآخر - السني - بروايات البخاري.
***
وبالتالي / فإن قاعدة الإلزام هذه تعني أنه:
من حقي أن آتيك بحديث في موقعية علي
(ع) في البخاري، وموقعية أهل البيت (ع) في مسلم، مثلاً، وألزمك أن (1) تقبله (2) تعمل به – (هذه الثانية
ضرورية وإلا كان ادعاء اتباع النبي (ص) غير صحيح أو ادعاء أن جميع ما في البخاري ومسلم صحيحة+يجب العمل بها ،حسب تعبير "النووي" إمام الحديث المعروف عند أهل السنة وشارح صحيح مسلم، غير صحيح)؛
ولكن ليس من حقك أن تأتيني بحديث في
موقعية أبي بكر أو فضل عمر مثلاً وتلزمني قبوله لأنه في البخاري أو مسلم، معتقداً
أنني ألزم نفسي كما ألزمك أنت برواياتهما، لأنني لا ألزم نفسي برواياتهما.
لو كنت - أخي "فلان" - في جزيرة معزولة، تسكن وحدك، ليس
معك سوى المولى عز وجل، وتقرأ كتاب البخاري وأحد كتب الحديث الشيعية، ووجدت روايات
في الثناء على أبي بكر في البخاري فقط ولكن الثناء على علي (ع) في البخاري والكتاب الشيعي، يجب أن
تفكر أن هناك إجماعاً من الطائفتين على علي (ع) فقط - ما يقودك إلى التفكير وحدك بينك
وبين ربك تعالى أن الكفة تميل إلى علي (ع)، وأنك لو التقيت شيعياً فإنه لا يعيش التناقض بين ما يعتقده وما
في كتبه، في حين تعيش أنت التناقض بين ما في كتبك التي تعتقد بصحتها كلها ووجوب
العمل بها وبين الموقف الذي تعلمته من المؤسسة الدينية التي تتبعها والتعليم
المدرسي وغيره.
قلت "جزيرة معزولة"، لأني وجدت أن إحدى مشاكل النقاش في الخلاف العقدي هو تأثير
المحيط والأحداث السياسية وغيرها، مما يضبب الرؤية،
لهذا كم نصحت ولم أزل "أنصح
الجميع أن يعيشوا مؤقتاً في زمان العهد النبوي" حيث كانت الآيات المباركة
تتنزل عليه (ص) وهو يبينها في الحديث الشريف،
وعندها لا نتأثر بما حصل بعده (ص) من بيعة السقيفة
وحتى الآن.
***
حتى "سبيل المؤمنين"
يحددوه لك!
أما الوهابية فهم متفردون في كل شيء
من التناقضات ومما يجانب العقل /
عندما يناقشون مخالفيهم فإن واحدهم
يقوم بإلقاء ما في جعبته، ثم بعد ذلك يحكم:
هذا هو الحق ومن لا يتبعه خرج من الإيمان لقوله
تعالى:
((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) النساء:115
مع أن الناظر فيهم لا يجد أشد منهم مشاقّة للرسول (ص) بهذا
العناد للروايات التي يصححونها هم أنفسهم، سواء ما يخص القرآن أو ما يخص حرمة
الرسول (ص) ومكانته وعصمته مما نسب إليه الكذابون أو ما يخص أهل بيت الهدى والنور
(ع).