مكافأة النبي (ص) بعد وفاته
هذه
أيام بداية المصائب على جدتنا ومولاتنا سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)،
نتذكرها رعاية لأبسط حقوقها علينا...
(مع
ملاحظة الامتناع التام عن أي تجاوز باللفظ ضد أي شخص من المذكورين في الروايات،
فإن القصد هو (1) مشاركة الزهراء (ع) (2) إزالة الجهل من الذين قيل لهم أن هؤلاء
القوم – شيعة علي (ع) – إنما يتخذون الموقف من فلان أو علاّن لأنه أسقط
الامبراطورية وما إلى ذلك من افتراءات لم يجدوا غيرها من أجل طمس الحقائق... فنحن
لسنا من تلك الامبراطورية ولا من قومها.)
***
تاريخ الأمم والمملوك لابن جرير الطبري:
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير عن مغيرة، عن زياد بن كليب،
قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي، وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال:
والله لأحرقنّ عليكم، أو لتخرجُن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مُصلتاً بالسيف فعثر
فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.
يقول غسان:
لا أدري والله ما هو شعور رسول الله (ص) وصهره يهدد أهل بيته
الطاهرين (ع) الذين أمر صهره مع سائر الأمة أن تتبعهم اتباعاً مطلقاً – وكيف؟
بالتحريق...
***
العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي:
قال: "الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر، علي والعباس
والزبير وسعد بن عبادة.
فأما علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث
اليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له إن أبوا فقاتلهم.
فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة، فقالت:
يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال نعم أو تدخلوا فيما دخلت
فيه الأمة!"
يقول غسان:
لا أدري ما قيمة هكذا أمة تقسر سادتها الطاهرين على رأيها.
***
الامامة والسياسة لابن قتيبة الدنيوري:
إن أبا بكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله
وجهه، فبعث اليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب
وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها.
فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة.
فقال: وإن!
يقول غسان:
لا قيمة لفاطمة (ع)، حتى "وإنْ" كانت في الدار –
نحرقها على رؤوسهم... أكيد لأنهم كانوا أصحاب فتنة!!
***
الملل والنحل للشهرستاني:
وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي
وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
يقول غسان:
أهكذا يكون دفع أجر تبليغ الرسالة التي نقلت ذلك الرجل من
الكفر إلى الإسلام، ومن المنزلة المتواضعة في قريش إلى مصاهرة سيد العرب والعجم
(ص)، فإذا بمودة القربى تصبح "أحرقوا دارها بمن فيها"!
***
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي:
قال ابو بكر: وأخبرني أبو بكر الباهلي عن اسماعيل بن مجالد
عن الشعبي قال: قال أبو بكر: يا عمر أين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا، قال انطلقا
اليهماـ يعني علياً والزبير ـ فأتياني بهما، فانطلقا، فدخل عمر ووقف خالد على
الباب من خارج فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: اعددته لأبايع علياً، قال:
وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد بن الأسود وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر
السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير، فأقامه ثم دفعه فأخرجه،
وقال: يا خالد دونك هذا، فأمسكه خالد، وكان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس
أرسلهم أبو بكر ردءاً لهما، ثم دخل عمر فقال لعلي قم فبايع فتلكأ واحتبس، فأخذ
بيده وقال: قم، فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد، وساقهما
عمر ومن معه سوقاً عنيفاً، واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال،
ورأت فاطمة ما صنع عمر، فصرخت وولوت واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهنَ،
فخرجت إلى باب حجرتها، ونادت: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله،
والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله.
يقول غسان:
ونحن نخاطب الزهراء (ع) – نحن أيضاً خلعنا أنفسنا ممن لم
يرعَ حرمةً لكِ ولزوجكِ وأبنائك، وأنتم سادة الخلق، ولا لأبيك سيد المرسلين (ص)،
مع ما عرفوا ورأوا رأي العين كيف كانت شدة عنايته (ص) بكم -، برئنا إلى الله تعالى
من فعالهم براءة نلقى الله تعالى عليها.
(يتبع "ونحن غضاب لغضبها")
***
فَنَحنُ غِضابٌ لِغَضَبِها
روى ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة":
قال أبو بكر [يعني الجوهري] وحدثني المؤمل بن جعفر قال:
حدثني محمد بن ميمون قال: حدثني داود بن المبارك قال: أتينا عبد الله* بن موسى بن
عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن راجعون من الحج في
جماعة فسألناهُ عن مسائل وكنت أحدَ من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر فقال: أجيبك
بما أجاب جدي عبدالله بن الحسن فانه سُئل عنهما، فقال:
"كانت أمنا صديقة، ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على
قوم، فنحن غضاب لغضبها."
قلت: قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز،
أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلوي قال: أنشدني
هذا الشاعر لنفسه ـ وذهب عني أنا اسمه ـ قال:
يا أبا حفصِ الهُوَينى وما كُنـ ** ـــتَ مليّاً بذاكَ لولا
الحِمامُ
أتموتُ البتولُ غضبى ونرضى ** ما كذا يصنعُ البنونُ الكرامُ
يخاطب عمر ويقول له: مهلاً ورويداً يا عمر أي ارفق وائئدِ
ولا تعنفُ بنا، وما كنت مليّاً أي وما كنت أهلاً لأن تخاطب بهذا وتستعطف ولا كنت
قادراً على ولوج دار فاطمة على ذلك الوجه الذي ولجتها عليه، لولا أن أباها الذي
كان بيتها يحترم ويصان لأجله، مات فطمع فيها من لم يكن يطمع. ثم قال: أتموت أمنا
وهي غضبى ونرضى نحن، إذاً لسنا بكرام، فان الولد الكريم يرضى لرضا أبيه وأمه ويغضب
لغضبهما.
·
عبد
الله هذا هو جدي الـ 31، حيث هو الجد الـ 22 للشريف عباس الجد الأعلى لعشيرة ألبو
عباس.
·
***
·
ونحن نردد ما قاله
جدنا عبد الله:
ونحن
غضابٌ لغضبها... شاء من شاء وأبى من أبى.
والموعد
القيامة.