بحوث الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
حلقة / منهاج البحث (تسجيل 1 من 35)
رابط يوتيوب: https://youtu.be/MB6bOawYUzE
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي حلقة التسجيل الأولى في سلسلة بحوث الأمة المسلمة، الأمة المسلمة في
دعاء إبراهيم وإسماعيل(ع)، الحلقة الأولى هي التي تعطي منهاج البحث،
منهاج السلسلة، منهاج الحلقات.
هناك حلقة ثانية فيها تبيان الفصول التمهيدية للبحوث، ثم البحوث في حلقات تصل
إلى 33 حلقة، تتناول أصل البحث وهو دعاء إبراهيم واسماعيل(ع) ثم تتناول
تباعاً تطبيقات المصطلح، مصطلح الأمة المسلمة، وذلك في الأمة المسلمة نفسها وفي
الرسول المبعوث فيهم، وكل ذلك في إطار قرآني في الأصل يعتمد كما سنبيّن أطر البحث
كيف ستكون ولكنه قرآني في الأصل.
هذه التسجيلات ستكون تمثل الخلاصات كي لا تكون طويلة، تعطي خلاصة كل حلقة
وكل فصل، كل بحث من هذه البحوث..
ثم بعد ذلك نقوم بالكتابة في بعض التفاصيل نعرضها ان شاء الله في وسائل
العرض المختلفة.
***
هذه الحلقات كما قلت منهاج السلسلة، والمنهاج يعتمد على أربعة جوانب:
الجانب الأول وهو عمدة السلسلة وهو القرآن الكريم.
لماذا القرآن الكريم؟
طبعاً نحن أولاً في هذه الحلقة في داخل الإطار المسلم، وبالتالي يسلّم جميع
المسلمين أن القرآن الكريم هو الأصل الأول والأكبر والأهم والمرجع الأول عند
المسلمين في كافة البحوث التي تتعلق بالدين.. ثم إن اعتماد طريقة تدبر القرآن هو
مما نجده في القرآن الكريم كأصل في التنزيل كما نجد فيه الحث الشديد. القرآن يقول ((وأنزلنا إليك الذكر..)) ويقول ((كِتَابٌ
أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُولُو الالْبَابِ)) ليدّبروا لام الأمر أي دعهم يتدبرون، قل
لهم يقوموا بالتدبر، أو أنزلناه للتعليل أي أنزلناه ليتدبروا الآيات. ثم هناك حث
شديد فيه نوع من التقريع في حالة الفشل، في حالة عدم التدبر ((أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))، لهذا عملية التدبر ستكون من أخص لوازم الاهتمام بالقرآن فتعتمدها هذه
السلسلة.
ثم أن هناك اتجاهاً متصاعداً في تقديم
القرآن كأصل في النظر؛ هذا الإتجاه فيه جانبان:
جانب إيجابي، وهو فعلاً يريد أن يضع القرآن
في موضعه الحقيقي لا أن يصبح تابعاً لغيره.. يصبح القرآن هو الذي تعرض عليه
المرجعيات الأخرى..
الاتجاه السلبي، الذي يلغي السنة النبوية
تماماً والذي نجد أن بعضاً من ذلك فيه شبهة وبعضاً فيه ما هو مشبوه. هذا هو الجانب
الأول.
الجانب الثاني إطار العقل.
1/ طبعاً إطار العقل نحن أصلاً في أصل
النظر، في العقل، أصل النظر في القرآن. الكلام هنا عندما نتحدث به مع بعضنا لولا
العقل لما كان هناك متسع أو مجال ولكان يمكن اعتماد أي كلام في هذا المجال أو في
غيره مطلقاً. فأصل النظر هو العقل.
2/ إن النظر في القرآن يحتاج إلى العقل، يحتاج
إلى النظر في تفاصيله كما سنبيّن من مرجعيات النظر فيه، زائداً أنه عندما نتكلم أو
ننظر في القرآن لا بد أن ننظر إلى ما قيل في تفاسير هذه الآية أو فيما نجده عند
التدبر في أكثر من وجه لها. فإذا ما عرضنا المرويات عليها سنجد تناقضاً تضارباً
تساقطاً لذلك سنحتاج إلى العقل للنظر في ذلك. وهذه مسألة قام ويقوم بها الناس في
البحوث المختلفة. ثم نحتاج للعقل عند النظر في خلفيات المتلقي وردود فعله، كما
سنبيّن في الوجه الرابع لأنه صحيح أن أهم قضية أنه "أنظر إلى ما قيل لا من
قال"، لكن هذا بكل تأكيد على أرض الواقع، نعم، القائل خلفياته وردود فعله
للماضي والحاضر لها مدخلية كبيرة على ما خرج منه، من العلماء الذين ننظر في كلامهم
أو من المتحاورين. ثم بعد ذلك العقل هو المرجعية التي لا بد منها للجمع بين كل هذه
الأدلة والقرآئن والإشارات واللطائف وإلا لا يمكن أن نخرج بنتيجة في النظر المنفصل
لهذا أو هذا أو لذاك.. نصل فقط إلى عرض هذه الأدلة دون نتيجة، لا بد من الجمع لنصل
إلى نتيجة ولو على سبيل الاحتمال الأقوى ثم الأقل ثم الأقل..
الجانب الثالث في منهاج السلسلة هو الماضي والحاضر، الإحاطة بالواقع
التاريخي والواقع المعاصر.
ذلك أنه أولاً هذه طريقة نتعلمها من القرآن
الكريم – القرآن الكريم مليء بقصص الماضي. لماذا؟ لأن قصص الماضي ((لَقَدْ كَانَ
فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الالْبَابِ)) والذين لا يتعظون من الماضي سيكررون أخطاءه في سلسلة لا نهاية لها وهو
الحاصل على أرض الواقع. ثم إن القرآن الكريم يقول لنا على المستوى الشخصي ثم على
مستوى المجموع أنه عندما يعرض هذا يقول ((وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين)) لكي لا نقع فيها، لأننا في النتيجة نريد في الأخير الآخرة، والآخرة لكي
أصل إليها هي الحصاد لزرعي في الدنيا، زرعي في الدنيا ضروري أن أعلم في أي سبيل
أسير.. وعندما نتدبر القرآن نجد أن هناك آيات واضحة أنها تتحدث عن الأحداث التي
كانت تجري في ذلك العهد، العهد النبوي، عهد التنزيل. فبالتالي كيف أعرف أو أستطيع
أن أقول وأقنع نفسي كيف أتحرك في الاحتمالات الأكبر لولا الآيات دون أن يكون عندي
معرفة بما جرى في الماضي.
والمهم أيضاً في ذلك بعدما وضعنا الإطار
نكتشف علاقة المواقف في الحاضر، سواء في الفعل أو في ردة الفعل، علاقتها بالماضي،
لأن هذا يتصل بترسيخ التنشئة والتعليم إضافة أيضاً إلى الاستعداد الشخصي أو غياب
الاستعداد العقلي والنفسي.
الجانب الرابع الجانب النفسي وهو الجانب الرابع والأخير.
وهو أن هذه السلسلة هذه البحوث تتضمن أضواء
على الجانب النفسي لأنه من القرآن الكريم ومن الحديث الشريف ومن استقراء الواقع
التاريخي والحاضر إلى ما نتلمسه يومياً نجد أن للنفس اليد الأعلى على العقل، ولذلك
نجد أن القرآن لا يقول: وأكثرهم للحق لا يفهمون، بل يقول ((وَأَكْثَرُهُمْ
لِلْحَقِّ كَارِهُون))، الكره قضية نفسية، لماذا؟ هذه مسألة
ثانية.
النفس لها مدخلية كبيرة جداً والدليل هو أن
غالبية الجهود في البحوث المقارنة والنقاشات تنتهي إلى لا شيء مع الأسف؛ لماذا؟
لأن النفس هي الأميرة على الجسد، كما ورد في الأثر ((كم من عقل أسير عند هوىً أمير))
الهوى هو الذي له السطوة على العقل. وهذا أيضاً سنعرج على ما تذكره البحوث الطبية
في المراحل الخمس في تلقي الأخبار الصادمة وفي حالتنا المعلومات الصادمة بمرض خطير
عند الإنسان، مما يفصل بشكل أفضل ويعطي جانب التفهم لموقف الآخر.
هذا منهاج السلسلة والحمد لله رب العالمين.