بحوث الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
الحلقة ح1-2 / ويعلمهم الكتاب والحكمة
رابط يوتيوب: https://youtu.be/-Gjrnd8kuZI
آيات ((ويعلمهم/ويعلمكم الكتاب والحكمة)) من دقائق القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
الهداة
دعوة إبراهيم هي مجموعة آيات فيها هذه
الآية المباركة نقرأها ثم نقرأ ثلاث آيات مشابهة لها، مشابهة جداً، ولكنها غير
متطابقة.
يجمع هذه الثلاث آيات جامع وتختلف عن هذه
الآية في آية إبراهيم وإسماعيل(ع):
فقد قرأنا في دعاء إبراهيم وإسماعيل في
سورة البقرة الآية 129، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)).
هناك ثلاث آيات أخريات مشابهة –
(البقرة 151) ((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ))؛
وفي (آل عمران 164) ((لَقَدْ مَنَّ
اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ))؛
تشبهها أيضاً الآية (2 من سورة الجمعة) ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الامِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)).
هذه الآيات المباركات الأربع، آية دعوة إبراهيم
وإسماعيل ثم الثلاث آيات.
لتوضيح الدقة القرآنية هنا ما يتعلق
بموضوع الأمة المسلمة سأفصّل الآن، أفصل كل آية إلى أقسامها الثلاث ثم أضع هذه الأقسام
الثلاث كل مع بعض لكي يتبين الفرق.
فالآية 129 من سورة البقرة التي فيها دعاء
إبراهيم وإسماعيل
((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا
مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ))
ثم يأتي بعد ذلك ((إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))
ثم الآية 151 من سورة البقرة ((كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ))
وآية آل عمران164 ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ))
ثم تأتي أخيراً الآية 2 من سورة الجمعة ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الامِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)).
هنا كي يتوضح الفرق بين كل قسم من هذه
الأقسام الثلاثة في كل من الآيات سنضعها مع بعض:
فالقسم الأول في أربع آيات
((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا
مِنْهُمْ) مقابل --
((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا
مِنْكُمْ))
و ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ))
و ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الامِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ))
الفارق بين آية دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
والآيات الباقية /
دعاء إبراهيم وإسماعيل موجه مخصص في الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم وإسماعيل
(ع)؛
أما هذه الثلاث فواحدة منها ((كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ)) يتكلم مع الأمة الإسلامية كلها، مع كل
المسلمين،
وآية آل عمران ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ)) إذاً تتحدث
هنا مع المؤمنين من المسلمين (لأننا نعلم أن المسلمين فيهم المؤمنون وفيهم
المنافقون والذين في قلوبهم مرض والذين في قلوبهم زيغ، كما نعلم أنه ((لا تقولوا
آمنا بل قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) إذاً هنا الآية من آل عمران
164 تتحدث مع المؤمنين في المسلمين،
وأخيراً آية الجمعة ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الامِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ) تتحدث مع
الأميين، والأميون هنا هم أكل مكة أو أهل مكة والمدينة أهل الحجاز عموماً أو
الجزيرة العربية، وهذا طبعاً الرأي موجود ليس جديداً من المفسرين (ولكن البعض يذهب
إلى الرأي الآخر بأن الأميين هم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة وهو رأي باطل بدليل
أنه الرسول النبي الأمي أي نحن لا نعتقد أن رسول الله(ص) كان لا يقرأ
ولا يكتب ولكن لم يكن يمارس ذلك من أجل إحاطته من الله تعالى بجميع ما يرد الافتراءات
والشبوهات عليه ((وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ
بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)) (العنكبوت48) حتى لا يقولون أنك أنت كنت تكتب)، ولكن أميّ من الأميين، وهذا طبعاً عندما
سندخل في التفاصيل سنبين في الأميين أنه في آيات أخرى في القرآن الكريم تعني هم
أهل الحجاز أهل مكة، الحجاز عموماً ممكن الجزيرة العربية العرب عموماً عندما نزل
الكتاب المبين...
فإذاً الآيات
الثلاث تستوعب الأمة الإسلامية كما تستوعب المؤمنين فيها وأيضاً المسلمين الذين
نزل فيهم عندما نزل الكتاب وهم الأميّون. بينما
الآية الأولى في دعوة إبراهيم وإسماعيل هي قطعاً الذرية المسلمة التي ستكون على
المستوى الأعلى من الإسلام حسب دعوة إبراهيم وإسماعيل(ع).
القسم الثاني من كل من هذه الآيات الشاهد موضع الدقة في التعبير القرآني في هذا القسم
من الحلقة.
نجد أن الآيات الثلاث (ليست آيات دعوة إبراهيم)
/
يبدأ بـ "يتلو عليهم الآيات ثم
يزكيهم ليأتي التعليم والكتاب والحكمة بعد ذلك"،
نجد ((يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم)) عندما
يتكلم مع الأمة الإسلامية، ((يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة))
يتحدث عن المؤمنين منّ على المؤمنين ((يتلو عليهم آياته ويزكيهم ثم يعلمهم الكتاب
والحكمة)) يتحدث عن الأميين ((يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة))..
لكن عندما نأتي إلى دعاء إبراهيم وإسماعيل
(ع) عن الأمة المسلمة ماذا يقول؟ يقول:
((يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب
والحكمة ويزكيهم))
الفرق واضح الآن المفروض إن شاء الله:
(البقرة
129) يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
(البقرة
151) يَتْلُو
عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ
(آل عمران 164) يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
(الجمعة 2) يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
إن "في تلاوة الآيات، تلاوة القرآن"
موجودة في جميعها في البداية، لكن الفارق هو في "تعليم الكتاب والحكمة":
مع آيات الذرية المسلمة يأتي مباشرة قبل ويزكيهم، مع الآخرين لا، يأتي بعد التزكية،
فما معنى هذا؟
عندما نزل القرآن في الأميين ثم بعد ذلك
عندما يخاطب المؤمنين الذين آمنوا وتمثلوا الإيمان ويصدق عليهم صفة المؤمنين أو
عندما يتحدث مع المسلمين الآن ويقرأ، أول شيء لكي يدخل الإنسان في الإسلام أول شيء
هو يستمع إلى آيات القرآن، آيات القرآن تلاوة الآيات مشتركة بين الآيات الثلاث مع
آية دعاء إبراهيم (ع) لأن الطريق إلى آيات القرآن هي من رسول الله محمد(ص)،
هو أوحي إليه بها فمن عنده تذهب توصل إلى الآخرين؛ إذاً في هذه الحالات كلها يتلو
الآيات أولاً.
طيب عندما يأتي ويتلو آيات القرآن على
الشخص أو الجماعة عندما كان يعرض عليهم الإسلام، أول شيء يتلو عليهم القرآن، يقول
أني قد أوحي إليّ، هناك احتمالان:
أولاً أن هذا الشخص المستمع إما يقبل هذه
الآيات وإما يرفض، وإذا رفض هذه الآيات يبقى على كفره بالإسلام، ربما يدعوه النبي(ص)
مرة أخرى، لكن هذا عندما لا يستجيب بقي على ما هو عليه، هذا لا يمكن أن رسول الله(ص)
يفعل معه أي شيء آخر، يعني لا يأتي إليه يقول تعال أعلمك الكتاب والحكمة، هو أصلاً
رافض هذا؛
الاحتمال الثاني قبل، عندما يقبل يقول له
إني أصدقك في هذا، ماذا أفعل؟ يقول له تدخل الإسلام، يقول كيف؟ يقول له تتشهد
الشهادتين، فيقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"،
بعد ذلك يقول ماذا أفعل، يقول أعلمك الآن، فيعلمه العقائد طبعاً خصوصاً في البداية
على المبادئ الأساسية لا تشرك بالله شيئاً، تؤمن بالمعاد تؤمن بالرسالة والأحكام
الفقهية حسبما تتنزل، (واليوم كذلك إذا جاء شخص أول ما يدخل إلى الإسلام نقول له
تشهد الشهادتين، بعد ذلك نعلمه الكتاب والحكمة، والكتاب هو هنا الأحكام، كتاب يعني
الدين بالعقيدة وفي الأحكام الشرعية في الفقه لأن الكتاب في القرآن للمفردة معاني
متعددة بس هنا نعلمهم الكتاب بعد تلاوة الآيات والحكمة وضع الشيء في موضعه وهنا
يتعلق بالهدي، يعني ليس بالضرورة الأمور التي الحلال، والتي هي الواجب والحرام،
إفعل ولا تفعل ولكن هي الأمور الأخرى).
إذا ما الذي حصل في هذه الآيات الثلاث مع
الأميين، مع المسلمين، مع المؤمنين في المسلمين؟
إنه تُليت عليهم آيات القرآن ثم تم تعليمهم الكتاب والحكمة في المرحلة
الثالثة، هناك شيء حصل في الوسط هو أنهم تشهدوا
الشهادتين فقط، هذا يحتاج أن يتشهد الشهادتين مع انعقاد النيّة والصدق في ذلك،
بعد ذلك مباشرة يصبحون جاهزين لتعليم الكتاب والحكمة، إذاً هذا الشيء وهو النطق بالشهادتين هو يزكيهم، أو يزكيكم حسب التعبير،
مخاطب أو غائب، فما معنى هذه التزكية؟ هذه معناها
التزكية من الشرك، إذاً هو طهركم زكيتم أنتم من نجاسة الشرك إلى طهارة الإيمان
والإسلام لله، (ومعنى الزكاة هذا، وحتى زكاة المال لماذا سميّت زكاة؟ هي
ضريبة، لكن لا، سميت زكاة لأنها تزكي المال تطهره من النجاسة التي فيه، كأنما
المال إلى أن يخرج منه حق الله تعالى هو مختلط ليس نظيفاً تماماً، أخرجت منه حق
الله تعالى صار زاكياً صار طاهراً ، أصبح جميعه حلالاً لك).
إذا هذه الآيات الثلاث بكل تأكيد تلاوة القرآن بعد ذلك التزكية هي في الدخول في
الإسلام بالنطق بالشهادتين مع انعقاد النية على ذلك، بعد ذلك تعليم الكتاب والحكمة.
ولكن آية الذرية الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم وإسماعيل تقدم التعليم،
تعليم الكتاب والحكمة على التزكية، لماذا؟ هذه الذرية المسلمة هي في الأصل مسلمة، لم يخالطها الشرك والكفر مطلقاً، فإن إبراهيم وإسماعيل (ع) دعوا الله
تعالى أن يجعل من ذريتهما هذه الأمة المسلمة وفي أرقى درجات الإسلام، فهذه الجامعة
من الذرية، ذرية إبراهيم وإسماعيل هي تلبست في
الإسلام منذ اللحظة الأولى، لم يخالطها الشك أصلا، فلا تحتاج أن تأتي وتقول أن تزكى من الشرك بعد تلاوة الآيات بأن تتشهد
الشهادتين، (نعم الجميع يتشهدون الشهادتين لتأكيد ذلك كل يوم، رسول الله(ع)
عندما كان يصلي يتشهد الشهادتين وهو من هو).
فإذاً يتلو عليهم آياتك، هذه الذرية الأمة
المسلمة من الذرية يتلو عليهم آياتك ومباشرة ويعلمهم الكتاب والحكمة لأنهم جاهزين
لذلك، أصلاً أول ما تلي الكتاب هم مسلمين، فطالما كانوا مسلمين منذ البدء وكما
قلنا في آيات الحج ((سماكم المسلمين من قبل)).
إذاً تعليم الكتاب والحكمة مباشرة لأنه لا يحتاج إلى التزكية من الشرك، إذاً ما معنى كلمة يزكيهم في الأخير؟ هناك
يزكيهم في الكلام، ما معنى أن يزكيهم في هذه الآية؟ لا يتبقى يزكيهم إلا معنى التزكية أنه يقدمهم إلى الناس هؤلاء أزكيهم من
النقص من الشرك من الجهل من الظلم بعد أن أعددتهم بتعليم الكتاب والحكمة.
وإلا من غير المعقول بأن يكون هنا الذرية
المسلمة التي هي الأعلى يأتي فيعلمها الكتاب والحكمة وبعد ذلك يزكيها بالشهادتين،
هي أساساً الشهادتين متلبسة بها أصلاً، منذ دعوة إبراهيم واستجاب الله تعالى لها.
فهذا هو الفارق المهم جداً بين هذه الآيات
بين دعوة إبراهيم آية الأمة المسلمة، والآيات الأخرى، ما يثبت أن الأمة المسلمة هي ليست ما
يُظن من الفهم السائد أنها الأمة الإسلامية جميعاً،
أولاً أنها ليست جميعها من ذرية إبراهيم،
وثانياً لهذه النكتة الدقيقة في كتاب الله
تعالى، وإتماماً لذلك /
نجد أن دعوة إبراهيم وإسماعيل يقول ((إنك
أنت العزيز الحكيم))
بينما الآيات الأخرى، واحدة تقول ((ويعلمكم
ما لم تكونوا تعلمون))، وآيتان تقول ((وإن كنتم من قبل لفي ضلال مبين))، ضلال مبين
ضالين عن الهدى ضالين عن الإيمان لأنكم كنتم من المشركين من الكافرين، يعلمكم ما
لم تكونوا تعلمون تحتمل هذا وذاك،
ولكن بالتأكيد آية الذرية هي ((إنك أنت
العزيز الحكيم)) ولا يذكر أنهم كانوا في ضلال أو في جهل أبداً.
فهذا الجزء من الحلقة الأولى من الأمة
المسلمة يؤكد أن هذه الأمة المسلمة ليس فقط من ذرية إبراهيم وإسماعيل (ع)، ليس فقط
أنها جماعة مخصصة، ليست الأمة الإسلامية كلها، وأيضاً أن هذه الجماعة لها دور كبير خطير مهم بحيث أن الرسول المبعوث فيهم(ص)
يهيئهم ثم يطلقهم إلى الناس يزكيهم إلى الناس أن هؤلاء أنا أزكيهم أنهم لا شائبة
فيهم من شرك من جهل من ضلال من ظلم.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على
محمد وآله الطاهرين.