بحوث الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
الحلقة ح1-4 / تشخيص الأمة المسلمة
رابط يوتيوب: https://youtu.be/SqOaESnu-3M
أ / من هم المقصودون
في "الأمة المسلمة"
ب / محتويات تطبيقات
الأمة المسلمة في آيات القرآن الكريم
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الهداة..
في هذه الحلقة بعد أن
قدمنا معنى الأمة المسلمة بالمعنى اللغوي والقرآني الذي توصلنا فيه إلى أن الأمة
المسلمة لا يمكن أن تكون الأمة الإسلامية جمعاء، وذلك بلحاظ أنها من ذرية إبراهيم
وإسماعيل (ع)، وبالتالي الأمة الإسلامية ليست كلها من ذرية إبراهيم وإسماعيل (ع)،
إضافة إلى أن هذه الأمة هي مصطفاة ((واجتباكم))، وإضافة إلى أن هذه الأمة هي الأمة
التي تكون شاهدة على الناس، في آيتي ((وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا
عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى
النَّاس)) (الحج78)، ((لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)) (البقرة 143) وذلك ما يعني أن الشهادة
تكون من الذين يتمتعون بالثقة الكاملة وهذا هو من جذر ينطلق من الأساس الذي هو
أساس التسليم الكامل لله في كلمة الأمة المسلمة الذي هو نوع الإسلام الأعلى بحيث
أن إبراهيم وإسماعيل (ع) دعيا به وهما في القمة من العلاقة بالله تعالى...
هنا أعطي التشخيص ما
هو؟ التشخيص بالتحديد هو محتويات بحوث الأمة المسلمة بالحلقات المختلفة.
يتبين من هذا أنه
طبعاً الأمة المسلمة في دعوة إبراهيم وإسماعيل (ع) وفي الآيات الأخرى التي
ذكرناها، هناك الرسول منهم وهناك المخاطبين في ((يتلو عليهم آياتك)) ((وابعث فيهم
رسولاً منهم)):
الرسول لا خلاف في أنه
رسول الله محمد بن عبد الله(ص)، لا خلاف بين
المسلمين في هذا؛ الخلاف في تفسير الأمة المسلمة.
المستند الأول /
قلنا أن هذه الآية
كلمة "الأمة المسلمة" بما قدمناها لا تنطبق بهذه
المواصفات،
(أولاً) أنها من ذرية
إبراهيم وإسماعيل (ع)
(ثانياً) أنها مجتباة،
هاتان الصفتان لا يمكن أن تكون للأمة كلها،
و (ثالثاً) وهو المهم
– لا يوجد إجماع من المسلمين على منزلة وفضل جماعة من كبار
المسلمين في الصدر الأول في القرون الأولى لا يوجد إجماع إلا على أهل
البيت(ع) بالتحديد علي
وفاطمة والحسن والحسين، (هذا على أقل تقدير، لأن هؤلاء يتمعتون أيضاً بدرجة الصحبة
التي هي الدرجة العليا عند أهل السنة).
المستند الثاني
فهذه الأمة المسلمة،
هذه الجماعة، هي الوحيدة التي تنطبق عليها أنها من ذرية إبراهيم وإسماعيل (ع)،
أنها يمكن بصفاتها العليا التي لا ينازعها فيها أحد من المسلمين يمكن أن تكون
شهداء على الناس، تشهد هؤلاء الناس فعلوا كذا ولم يفعلوا كذا، أين قصّروا أين لم
يقصروا.
المستند الثالث
وثالثاً، هناك بيان
ضمني أو مصرح به بهم، الحد المشترك فيه على الأقل هو ما يجري على لسان كل مسلم
يقيم الصلاة كل يوم عدة مرات "يصلي على آل محمد كما يصلي على محمد ولا
يصلي على غيرهم من الأصحاب أو من التابعين أو من الأمة كلها".
فما هو التشخيص؟
فإذاً التشخيص الذي
نتوصل إليه هو أن الأمة المسلمة هي هذه من ذرية إبراهيم وإسماعيل (ع)، هم
أهل البيت(ع) علي وفاطمة وأبناؤهما الأئمة والرسول الذي
هو فيهم الذي هو يتلو عليهم آيات القرآن، هو الذي يعلمهم قبل أن يزكيهم يطلقهم إلى
الناس أئمة هدى هو رسول الله محمد(ص).
بحوث الأمة المسلمة
من هذا سيكون محتوى
البحث هو في ثلاثة أقسام:
القسم الأول فصول
مخصصة للرسول، رسول الله(ص)، فهو رسول الله في القرآن، حلقة عن الأوصاف، وأيضاً عن المكانة في خلق
الله.
فصل آخر عن الرسول
والعلاقة مع القرآن، الامتزاج والافتراق.
فصل في المرجعية
المحمدية، أي بصفته البشرية والتي نأتي على مثالين ربما، مثال من الهدي،
طريقته، سمته، كيف يفعل، ومن التشريع أيضاً، لأن هناك أيضاً ما يتعلق أيضاً
بالتشريع من صفته البشرية.
ثم فصل عن مرجعيته
النبوية، أي بصفته النبوية، أي هذا الرسول بصفته النبوية، أيضاً نأخذ في
الإدارة وفي التشريع، أين الآيات التي تتحدث عن إدارة، مرحلية، والآيات التي صارت
تشريعاً.
الفصل الأخير
وهو المرجعية الرسولية الذي فيه عدة أبحاث، وهذا من أهم ما يكون
هنا، لأن الكلام هو (وابعث فيهم رسولاً منهم)، فالمرجعية الرسولية التي تتدرج في
علاقتها، درجة حريتها مقارنة بالنص القرآني إلى ثلاثة مستويات:
الأول هو تلاوة
القرآن، لأنه هو يتلو عليكم ويبيّن الشيء بالشكل المباشر، أيضاً النص القرآني،
ربما هذا نجده في ((أطيعوا الله ورسوله))؛ المستوى الآخر هو البيان الرسولي من
خارج النص، آيات نزلت، يعلمنا كم عدد ركعات الصلاة مثلاً لا توجد في النص، فيبينها
من خارج النص، هذا في ((أطيعوا الله والرسول)) ممكن، حرية أكثر وأيضاً أكثر في
((أطيعوا الله ورسوله)) و ((أطيعوا الله والرسول))؛ المستوى الثالث وهو الوحي
والحكمة والميزان في الأمور، هذه التي من خارج القرآن لا تستطيع وضع اليد تماماً
على هذه الآية أو تلك ولعل هذه في ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)) جعل له(ص) طاعة منفصلة.
وطبعاً بما أن رسول
الله(ص) ممتزج بآيات القرآن من أوله إلى آخره فإنه
سيكون من الصعب جداً أن نتناول جميع الآيات التي فيها هذه المستويات الثلاثة إلا
إذا كانت النية على عمل بحث مستوعب مجلدات وليست النية هكذا. فعليه ستكون هناك
أمثلة بكل من هذه اللقطات، مثال، مثالين حسب ما يستدعي ذلك.
القسم الثاني من هذه
البحوث ستكون الأمة المسلمة من الذرية التي بُعث فيهم
الرسول (ص) والتي قلنا أنها أهل البيت(ع) علي وفاطمة وأولادهما الأئمة من العترة الطاهرة.
هناك ستكون مجموعة من
الفصول تتناول:
(1) في بعض منها
الآيات التي يعرضها دائماً شيعتهم إلى إخوانهم من المذاهب الأخرى عندما يريدون أن
يعرّفوهم بما جهلوا في موقعية هؤلاء الأطهار.
(2) ومجموعة أخرى من
الآيات التي هي الأقل شهرة على الرغم من دلالاتها العظيمة، عظيمة جداً، كل
ذلك فيما يتعلق بهذا المصطلح الذي لا نغادره في جميع البحث وهو
"المسلمة التي وصلت إلى الدرجة العليا من التسليم"، لا ننسى الدرجة
العليا التي طلبها إبراهيم(ع) بعد كل هذه
المراحل التي قطعها، في الدرجة العليا، وعليه هذه الآية، ما دلالتها؟ ما وظيفتهم(ع)؟ بسبب أنهم وصلوا إلى تلك المنزلة.
فنأخذ آية التطهير،
آية الولاية، آية المباهلة، من سورة الكوثر فيما يخص فاطمة ومن ولدها، وأيضاً
الحسنان وآيات الأسباط، آيتا التصدق عند النجوى، عند مناجاة الرسول (ص)، وكيف فعل
علي(ع)، وآية المنذر والهادي في سورة الرعد أيضاً نزلت في
علي(ع) مع آية ويتلوه شاهد منه، وهناك أيضاً طاعة أولي
الأمر التي هي تثبت المرجعية بعد رسول الله (ص)، تثبت المرجعية ليس فقط في إمامة
الدين ولكن أيضاً في إمامة الحكم، إدارة الدولة.
ثم هناك مجموعة آيات
أخرى التي قلنا هي أقل شهرة والتي فيها آيات الرسول والأمة المسلمة مثل آية ((وعلم
آدم الأسماء كلها)) مما لا يُلتفت إليه عادة، آية الحسد ((أم يحسدون الناس على ما
آتاهم الله من فضله))، آية ((وكونوا مع الصادقين))، وآيات أخرى مما هي تندرج هنا
إما تعضد معنى الإسلام في الأمة المسلمة أو تستفيد منه لتفسير ما يستفاد منه من
هذه الآية أو تلك.
القسم الثالث والأخير
من البحوث سيكون ما له علاقة أيضاً بموضوع العصمة لأن علاقتها
بأمرين:
الأول أن التسليم
الكامل لله في المصطلح هو تسليم كامل لله تعالى يعني أن هذا التسليم يأتي بالثمرة
العظمى وهي عدم الوقوع في الباطل، فعندما الجميع متفقون على أن إبراهيم
وإسماعيل (ع) لا يقعان في الباطل فعندما يطلبان أن يرتقيا إلى الدرجة العليا في
الإسلام ويطلبان هذه الذرية منهما من الأمة المسلمة على نفس نوع ذلك الإسلام ما
يعني أن هذه وصلت إلى التسليم الكامل، والتسليم الكامل إذاً لا تسقط في
الباطل، وهذا هو العصمة من الذنب والعصمة من الخطأ، الذي هو العصمة من
الخطيئة يكون بالتسليم الكامل لله، يكون ممكن بدون تعليم لا يحتاج إلى التعليم
المحدد، لكن التعليم الذي يعلمهم الكتاب والحكمة بعد أن يتلو التعليم الخاص لهم،
هذا ما يمنعهم في الوقوع في الخطأ أيضاً.
والثاني علاقة العصمة
بموضوع الاجتباء، الاجتباء للهدى ثم الشهادة على الناس، هذا لا يمكن أن يكون إلا من الذين يكون على الدرجة العليا من الثقة كأي
شاهد فكيف بالشاهد على الناس جميعاً، وهذا يكون فيه العصمة كمفهوم والعصمة في
التشخيص، الأنبياء والمرسلون ثم هؤلاء الأئمة(ع).
ونعطي أيضاً نماذج
تبين عدم العصمة من غيرهم لكي يتوضح الفارق لماذا نحن نقول ونصرّ على أن هذه الأمة
المسلمة هذا موقعها، وهذا الذي يجب أن تنظر الأمة إليه من أجل أن تعلم الطريق
الأفضل الأكثر ضمانة للوصول إلى القرآن والسنة النبوية المطهرة.
والحمد لله رب
العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.