أنا مدينة العلم 2-1: ما قلت وما قال القائلون قبلي مثل: لا إله إلا الله

(( ما قُلتُ ولا قالَ القائلونَ قبلي مثل: لا إلهَ إلاّ الله )) النبي محمد^(ص)

تصور كم من الكلمات التي نطق بها رسول الله^(ص) والذين من قبله – سواء كان المقصود الأنبياء والمرسلين^(ع) أو البشر أجمعين –، تصور هذا الكلم الطيب وما فيه من حكمة وموعظة وإرشاد وبشارة ونذارة وعقيدة وشريعة، وإذا تتسامى على هذا كله تلك الكلمة الفريدة "لا إله إلا الله"...

لماذا؟

دونك هذه الكلمة القصيرة، حاول أن تأتي بمعناها بشكل آخر، هل يمكن أن تأتي إلا بما هو من الكلمات أكثر منها، ومن البلاغة أقل منها، ومن الغاية في تأسيس العقيدة بما يغايرها قليلاً أو كثيراً...

كيف؟

لو قلنا: الآلهة الأخرى ليست آلهة والإله الوحيد هو الله... أو: الآلهة الأخرى مزيفة والإله هو الله وحده...

أو حتى جئنا بعدد أقل من الكلمات فقلنا: الله هو الإله وحده، فهي أربع كلمات أيضاً؛ ولكنك ستفقد شيئين:

الأول ذلك الجرس الذي في كلمة "لا إله إلا الله"؛

الثاني – وهو الأهم – أنك، نعم، أثبت الألوهية لله وحده، ولكنك قمت بذلك قبل أن تزيح من قلبك جميع الآلهة المزيفة، وهو ما قامت به الكلمتان "لا إله" إذ نفت، بـ "لا" النافية للجنس، جنس الآلهة أي أي إله – بمعنى الإلحاد – فقضت على جميع الآلهة، ثم جاءت الكلمتان التاليتان "إلا الله" لتستثني – بأداة الاستثناء "إلا" – الله الواحد الأحد...

فإن الله لا يدخل في قلب مشغول بعبادة غيره تعالى... أو كما كان عمي العارف بالله المرحوم عبد القادر ماهر يقول: "إذا كان ماعونك/صحنك غير نظيف كيف يضعون لك الطعام فيه؟!"